الإسم: الضريبة على القيمة المضافة.
اسم الدلع: T.V.A
محل الولادة وتاريخها: بيروت 1/2/2002.
اسم الأم: إفلاس.
اسم الأب: عجز.
الأولاد: فقير، متعوس، مدعوس، مسحوق، ميت.
قرأ أحد الأشخاص هذا الإعلان في طريقه إلى العمل. هذا الشخص مريض، مرضه مزمن وفي رأسه. هو يفكر، مذ ولد يفكر. دعوسوه في المدرسة وكسّروا رأسه، لكنه ظلّ يفكر. أكل ألوف "الفلقات" من أمه وأبيه ومن الجيران، لكنه ظلّ يفكر.
كُتبت سيرته الذاتية في أكثر من جهاز استخباراتي، وطني قومي.
قرأ الإعلان وأعجب بالفكرة. فهو لم يمارس الجنس منذ اليوم االذي أطلّ برأسه من "هونيك مطرح"، مساهماً في مسرحية الكثافة السكانية والبطالة. وقد قرر التوقف عن التفكير بملء إرادته وأن يتخلص من هذه الدنيا فكتب:
يا سلام، أستطيع الآن أن أنام في أمان، إذا كان تراب الوطن يتسع لمن أمضى حياته متفكراً ومفكراً. أستطيع أن أغمضي عينيّ مطمئناً على مصير الوطن والمواطنين.
أنا ولدت هنا، تناهشتني الأفكار العروبوية وبقايا الاشتراكوية، وكدت أميل إلى الفكر الفينيقوي، وأحيانا الفكر الإسلاموي، وفي لحظات ضعف – أو قوة – طاطأت رأسي لزعيم الطائفة طالباً بركته، راجياً رضاه.
ثم لاحظت بعض الشعرات البيض في رأسي، فركضت أدقق في البطاقة الممغنطة التي لا تحمل عار الطائفة، فوجدتني جاوزت الخمسين.
توجهت فوراً نحو بيت أهلي، لأجد أبي ميتاً في حسرته، وأمي ميتة أيضاً بسرطان الرئة، بعد مئات الأطنان من التبغ الكاذب. أخي الكبير هاجر إلى أميركا ليعمل في محطة وقود، وأخي الصغير هرب من تهمة سرقة خاتم. وأعتقد أنّه كان يريد أن يهديه لتلك الفتاة التي يحبها.
وتذكرت أني أحببت فتاة تكبرني بثلاثين يوماً، وتنتظرني منذ ثلاثين عاماً، على شرفة منزلها.
تنتظر أن أتزوجها، بعد أن "أؤمن حالي". لا بد أنّها تخطت سن اليأس، وما عادت قادرة على انجاب من تآمرنا على إحضاره إلى هذا الكوكب بالقوة، وقررنا أن نسمّيه "حنين"، ذكراً كان أم أنثى.
لكني قررت أن أذهب نحو العالم الآخر. سأذهب. لا تنتظروني.
كانت الساعة 8 صباحاً، أيقظتني سعلة أمي. أبي يصرخ في وجه أخي الكبير الذي هدد بترك المنزل، وخرج "طابشاً" الباب في وجه أخي الصغير الذي يبكي ويبحث عن حب وسط هذه المعركة.