مناهضو العولمة دعوا إلى التظاهر فلم يأت أحد
انتظر المنسق الإقليمي لـ"الحركة العالمية لمناهضة العولمة" فادي ماضي أكثر من ساعة مع زملائه. نظروا إلى ساعاتهم. تلفتوا نحو الجهات الأربع بحثاً عن "الحشود" و"الجماهير"، التي وعدتهم الأحزاب اللبنانية بها. لكنهم لم يجدوا أحداً. لم يأتِ أحد للتنديد باغتيال الشيخ أحمد ياسين. اكتفوا بتظاهرة الأسبوع الماضي.
ما جرى أمس لم يكن تظاهرة. كان "تظهيرة" أو "ميني" تظاهرة. فقط شابان أو ثلاثة يحمل كل منهم علماً لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، إضافة إلى علم وحيد لفلسطين. وحدها المناضلة ليلى خالد، الآتية من عمان حديثاً، نزلت إلى منطقة الكولا، حيث كان مقرراً "التجمع". ذلك التجمع الذي لم يتعد المتجمعون فيه أصابع اليدين. كانوا عشرة على الأكثر. وكان رجال الأمن أكثر من عشرين. وكان الصحافيون كثراً أيضاً. وحدهم المتظاهرون كانوا قلة. لكن "درب الشوك لا يسلكه إلا قليلون"، على ما قال ماضي، الذي انطلق في المسيرة من الكولا باتجاه مقبرة "شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا".
وأكد "لقد قمنا بواجبنا اتصلنا بجميع الأحزاب وأعلمونا أنهم جاهزون بحشودهم، وهذا ما حصل".
رغم ذلك، انطلقت التظاهرة، شقت طريقها في زاوريب مخيم صبرا وشاتيلا وكانت الطريق طويلة والناس على الشرفات بحثاً عن الصوت العملاق المنبعث من مكبرات صوت ثبتت على ظهر إحدى السيارات. كان الصوت يشير إلى التظاهرة. ويذكر الناس بأن هناك متظاهرين يمرون.
بعدما وصل المتظاهرون إلى طريق مسدود في المخيم، افترقوا عن الصوت القوي، وأكملوا طريقهم الذي أضاعوه، فوصلوا إلى "طريق المطار"، قبل أن يسلكوا درب "الأوتوستراد" ليبلغوا المقبرة. في الطريق إلى هناك، التحق بعض الأطفال وبعض الفتيان بالمتظاهرين، ما أوصل عددهم إلى زهاء 15 متظاهراً استمعوا بآذان صاغية إلى ماضي، الذي خطب عن وحشية إسرائيل. لكن أحداً لم يصفق وأحداً لم يهتف وأحداً لم يتظاهر. كانت الأغاني الثورية بديلاً من الهتافات المفترضة. كان المتظاهرون خجلين.
كانت تظاهرة لم يأتِ إليها أي غاضب ولم يأتِ إليها أحد.