لا أفهم كيف يمكن أن يشعر عربيّ بإهانة أو بأذى من طائرة خرقت جدار التاريخ الإسرائيلي. "أيّوب" ليست عارا لبنانيا والنقاش يجب أن يدور حول طيّارها، وليس حول "وظيفتها". الـ1701 يخرقه الإسرائيليون كلّ يوم. العار أن نرى بعين واحدة، أن نخدش من شعروا بنشوة القوّة تحلّق بهم فوق فلسطين.
لا أفهم أيضا كيف يمكن أن يكون لبنانيّ ضدّ سلاح "حزب الله". أنا شخصيا، وعشرات آلاف اللبنانيين الجنوبيين، أو البقاعيين، ضدّ تصرّفات "حزب الله" وأفعاله، لكنّ التصويب على سلاحه فقط يشبه "العَوَر" الآنف ذكره في قصّة "أيّوب" اللبنانية. سلاح "حزب الله" ليس المشكلة. المشكلة في الحزب نفسه. في دعمه الفاسدين والمفسِدين. في تعويمه طبقة الـ"envoy". في مساندته النظام السوري المجرِم. في أنّه حزب طائفي مذهبيّ يغذّي الهويّات المذهبية الأخرى في لبنان والعالم العربي.. والقائمة تطول.
الذين يصرخون ليل نهار مطالبين بنزع سلاح الحزب لا مشكلة لهم مع الحزب نفسه. يتحالفون معه في كلّ انتخابات. هؤلاء يكرهون الصبر على السلطة، ويحبّون أيّوب إذا أعطاهم قانون انتخابات، وإن كان طائرة نووية من دون طيّار. هؤلاء لا يكرهون الحزب لأنّهم "حزب الله" منطقة أخرى، أو "حزب الله" طائفة أخرى. هؤلاء يحبّون أنفسهم في الحزب، ويكرهون القيمة الأجمل في الحزب: السلاح القوي والقادر على مقارعة إسرائيل.