ليس فضل شاكر أكثر من صبي أزعر، صودف أنّ صوته جميل. رجل بلا موهبة، صودف مرّة أنّ صوته كان جميلا، لكن حتّى تلك الموهبة أفسدها. صار يستعمل صوته في السباب أكثر من الغناء.
مهرّج المطاعم صار أزعر الشوارع. ديك على مزبلة الأسير المذهبية. ولئن كانت أغنياته توقظ الحنين والحبّ الذي داخلنا، فإنّ صياحه الجديد لا يوقظ إلا أسوأ ما فينا.
كان صبيا أزعر. يشتم الصبيان الذين لا يحبّهم. يبدأ عراكات بالحصى. يفدغ زميلا في الحيّ، أو يفدغ نفسه أحيانا. لا يعرف لماذا يحبّ العنف. لا يعرف لماذا يشتم بدلا من الحوار. وكان يغنّي أحيانا ليكيد أعدقاءه. وفي يوم من الأيام قال له صبي أكبر سنّا إنّ صوته جميل.
بلا طول سيرة. كبر الصبي وصار يغنّي لفتيات الحيّ. ثم أخذه الصبي الأكبر إلى معطم وصار يغنّي أمام محبّي الطرب (سمّاهم سكارى لاحقا). وصار يرقص وهو يغنّي. ثم جاء شركة إنتاج وأصدرت له شريطا، ثم آخر، فأحبّه اللبنانيون والعرب.
جمع مالا كثيرا، وما زال يقبض مستحقّاته من "المال الحرام"، بحسب اعتباره الفنّ حراما. صار غنيا. إشترى منزلا في "حيّ الأميركان" بضاحية بيروت الجنوبية.
لم يضايقه "الشيعة" يوما. كان يسكن في مبنى "أبو طعّام". لكنّه فجأة توقف عن إلقاء التحية على جيرانه. وظلّ يغنّي ويرقص لـ"السكارى". ثم قرّر أن يترك الحيّ.
ترك الضاحية. وظلّ يغني. صار يكره "الشيعة" لكنّه ظلّ يحبّ السكارى. قال مرّة إنّه سيمنع أولاده من العمل في الفنّ لأنّه مجال "وسخ". وظلّ يعمل في "المجال الوسخ". ولحم كتفيه من "المجال الوسخ".
قال مرّة إنّ بشار الأسد "جحش". غضب من الوزير السابق وئام وهاب فقال عنه "حيوان" وشتم الموحدين الدروز كلّهم. شتم السيد حسن نصر الله كما يبيّن هذا الفيديو، وقال عنه "السيء حسن". قال عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إنّه "خنزير".
http://www.youtube.com/watch?v=BjB5VnCQkH0
رجل بلا مخيلة. بلا عقل. بلا قدرة على النقاش. معلّمه أحمد الأسير أكثر عقلا منه، رغم رداءة قصّته. ذلك الشيخ الذي حاول إيهام الناس أنّ التديّن يسمح بركوب "البسكلة" و"السباحة" ولعب الكرة.
لكنّ فضل شاكر بلا موهبة. صوته الذي كان جميلا صار قبيحا. توقف عن الغناء وبدأ في الشتم. الشتائم التي خرجت من فمه أكثر من الأغنيات. هو شتّام وليس مطربا. متخصّص في السبّ والقدح والذمّ.
بعدما اعتزل الفنّ. هذه هي مهنته الجديدة: الشتم.
هو الرجل البلا موهبة، صودف مرّة أنّ صوته كان جميلا، لكن حتّى تلك الموهبة أفسدها. صار يستعمل صوته في السباب أكثر من الغناء.
مهرّج المطاعم صار أزعر الشوارع. ديك على مزبلة الأسير المذهبية. ولئن كانت أغنياته توقظ الحنين والحبّ الذي داخلنا، فإنّ صياحه الجديد لا يوقظ إلا أسوأ ما فينا.
هو الصبي الأزعر، شبّ على الشتم، وشاب عليه. وسيظلّ غارقا طوال حياته في حرف الشين.