لا حكومة في لبنان. لا قبل 15 أيّار ولا بعده. النائب وليد جنبلاط أقنع الأمير بندر بن سلطان بأنّ حكومة صدام ليست مفيدة. والمعلومات تشير إلى أنّ "الأرثوذكسي" سيقرّ في الجلسة النيابية، وسيطعن به رئيس الجمهورية، وسندخل فراغا شاملا بانتظار "طائف جديد".
"وطن الأرثوذكسي" هو لبنان. "القوات" و"الكتائب" اتخذا قرارهما: المشركة والتصويت بـ"نعم" على مشروع قانون الفرزلي المذهبي. والسيناريو سيكون على الشكل الآتي:
أولا: لا حكومة في المدى المنظور لأنّ تشكيلها مستحيل.
ثانيا: الأرثوذكسي سيصير نافذا خلال ساعات، رغم عدم مشاركة "المستقبل" والإشتراكي"، وستكون حجة "ميثاقية" الجلسة النيابية مشاركة 3 نواب دروز هم طلال أرسلان وفادي الأعور وأنور الخليل، ومشاركة 3 نواب سنّة هم وليد سكّرية وقاسم هاشم وكامل الرفاعي.
ثالثا: رئيس الجمهورية سيطعن بالقانون الإنتخابي الجديد.
رابعا: المجلس الدستوري سيقبل الطعن وسيسقط "الأرثوذكسي".
خامسا: سيجدّد النواب لأنفسهم بين ستة أشهر و12 شهرا.
سادسا: سيدخل البلد في "أزمة نظام" لأنّه سيغرق في دوّامة فراغ شامل في: رئاسة الجمهورية، مجلس النواب والحكومة والمجلس العسكري وربما المجلس الدستوري أيضا، المطعون بدستورية أعضائه الستة حاليا.
أزمة النظام هذه لا حلّ لها إلا بـ"طائف جديد"، على ما أوحى رئيس مجلس النواب نبيه بري في أحاديث صحافية خلال اليومين الماضيين متحدثا عن "دوحة لبنانية".
وهذا بات واضحا وضروريا، لأنّ "الطائف" الذي لطالما تغنّى اللبنانيون به كان نتاج معادلات إقليمية ودولية، وهذه المعادلات تخربطت وانتهت في العامين الأخيرين، ما يعني أنّ ما بني على معادلات بطُلَت فهو بالنتيجة باطل.