هذه القراءة تعتمد على كتاب بعنوان "الوعد: حبّ وموت في بيروت"، للصحافية الأميركية، اليهودية الأصل، باربرا نيومان، التي كانت على علاقة عمل بالمخابرات الإسرائيلية، وتقرّبت من الرئيس بشير الجميّل قبل سنوات من انتخابه رئيساً، وسوّقت له في الولايات المتحدة من خلال عدد من الوثائقيات لكسب التعاطف السياسي والشعبي مع "قضية المسيحيين في لبنان"، وساعدته في علاقاتها مع المسؤولين في إسرائيل، وصولاً إلى الاجتياح الإسرائيلي الذي تم بالتنسيق معه. يطرح الكتاب سؤالاً أساسياً، وهو كيف شكّكت الكاتبة بكلّ المحيطين ببشير في كشفه أمنياً وصولاً إلى اغتياله، لكنّه لم تطرح سؤالاً واحداً عن سبب عدم حمايته أمنياً من قبل إسرائيل، وهو كان أقرب حليف لها منذ تأسيسها إلى اليوم وإلى الأبد ربما. ولماذا لم تطرح أيّ سؤال عن دور إسرائيلي ما في التمهيد لاغتياله، خصوصاً بعد خلافات كثيرة معه بدأت منذ لحظة اجتياح بيروت وانتهت بقتله.