لأنّ المملكة العربية السعودية، ودول الخليج عموماً، اعتادوا على مدّ يد العون إلى اللبنانيين، فإنّ قسما لابأس به من اللبنانيين، ومن القوى السياسية والحزبية فيه، باتوا يظنّون أنّ هذه الدول مجبرة على مساعدتنا، وعلى تمويل فساد سياسيينا وحكوماتنا، وعلى انتشالنا من كلّ أزمة أو مصيبة نوقع أنفسنا بها. لكنّ هذه الدول اكتشفت متأخرة أنّ جزءا من اللبنانيين لا يحبونها، بل ويريدون إسقاط أنظمتها، وبعضهم شارك حرفياً في قصف مدنها وقتل أبنائها، إما بالصواريخ، أو بالكبتاغون، أو بالعداء السياسي والتحريض اليومي…. فهل تُلام السعودية إذا قرّرت ألا تدفع لنا من حرّ مالها؟ وهل تُلام دول الخليج إذا قرّرت أن تمنع دخول الفواكه التي يفخّخها لبنانيون بالمخدّرات؟ وهل يُلام أهل العرب إذا قرّروا أنّ لبنان دولة معادية وبادلوها العداء؟