فلتحكم 14 آذار وحدها، على وزن "فليحكم الإخوان". لماذا تخاف هذه القوى إلى هذه الدرجة. خافت فتحالفت "رباعيا" في 2005. خافت من توزير بديل عن الوزراء المستقيلين في 2006. خافت من انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا في 2008. خافت في 7 أيّار وسلّمت كلّ شيء. خافت في 2009 بعد فوزها بالانتخابات. وتخاف اليوم. ما كلّ هذا الجبن.
لماذا قوى 14 آذار جبانة؟
معروف أنّ قوى 14 آذار تسعى إلى السلطة. كلّ فريق سياسي في العالم يريد السلطة. قوى 8 آذار أيضا تريدها. تختبىء اليوم وراء شعارات "المشاركة" بعدما استأثرت بالسلطة لعامين كاملين. لكن لماذا قوى 14 آذار دائما تخاف.
هي خافت حين دخلت في "تحالف رباعي" مع حزب الله وحركة أمل في 2005 بدلا من الذهاب الى انتخابات مواجهة تحدّد أحجام كلّ طرف بمعزل عن الآخر.
أيضا خافت حين امتنعت عن انتخاب رئيس الجمهورية بالنصف زائدا واحدا في 2008. وخافت حين استقال وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" في 2005. خافت من تعيين معارضين شيعة مكانهم.
وخافت كذلك حين سلّمت السلطة وأعطت خصومها ما يريدونه في مؤتمر الدوحة بعد 7 أيّار 2008. كان في إمكانها العناد رغم التهديد العسكري. وخافت حين فازت في انتخابات 2009 وأعطت ثلث الحكومة إلى 8 آذار، بعدما كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد أكّد: "من يربح الإنتخابات صحتين على قلبه الحكومة". وهي اليوم تخاف من حكومة بلا 8 آذار، تكنوقراط كانت أو صقور، حمائم أو مختلطة.
لماذا تخاف قوى 14 آذار؟
لا يجيبنّ أحد بأنّها طتريد مصلحة الوطن". أو أنّها "تريد الشراكة". هذا الكلام للإستهلاك العام. الساعي إلى السلطة ويخاف منها يكون جبانا. فلتحكم 14 آذار وحدها، على وزن "فليحكم الإخوان". وحينها إما تتحمل مسؤولية حكمها، أو ترى ما هو الأسوأ الذي تخشاه منذ سنوات.
لمجيب أن يقول: تخاف من القتل، فقد قتل معظم قياداتها الأساسيين والمفصليين.
لكن هل توقف القتل بعد التحالف الرباعي؟ وهل توقف بعد "عدم توزير شيعة خارج الثنائية الشيعية"؟ وهل توقف بعد مؤتمر الدوحة؟ اللواء وسام الحسن قُتِلَ في منتصف الأشرفية، وفي ضوح النهار. وهل توقف القتل يوما منذ 30 عاما؟
أتذكر رواية غسان كنفاني: "رجال في الشمس". قصّة 3 رجال فلسطينيين كانوا يحاولون العبور إلى الكويت في خزان فارغ املا في حياة أفضل. ماتوا في الخزان على النقطة الحدودية، تحت حرارة من 50 درجو مئوية، خارج الخزان، فكيف داخلها؟ ولم يجرؤ أحدهم على طرق باب الخزّان خوفا من الجنود. وتنتهي الرواية بسؤال: "لماذا لم يدقّوا جدران الخزّان"؟.
متى تتخلّص 14 آذار من عقد خوفها؟