لم يصمد "الإخوان" عاما واحدا حتّى. لم تصمد لهفتهم، العصية على الإخفاء، إلى السلطة، العصيّة على الديكتاتورية. كما لم يصمد حكمهم. كان محمد حسني مبارك، وإخوانه من البطاركة، أكثر ذكاء، أو الأصحّ، كنا نحن، المحكومين العرب، أكثر خنوعا. بعد اليوم لا مبارك ولا مرسي ولا أحد يستطيع أن يحكم مصر بالقوّة. لا إمكانية، تاريخيا وواقعيا، لفرعون جديد في مصر.
مرسي مبارك الجديد بدأ ينصّب نفسه ويعتدي على السلطات الخارجة عن نطاق صلاحياته منذ الشهور الأولى لحكمه. بدا كجائع أزليّ وجد طعاما يكفي لخمسين عاما وبدأ يأكل ويأكل حتى انتفخ في ساعة واحدة وشارف على الإنفجار لشدّة فجعه وجشعه.
لم يصمد "الإخوان". حين يسأل البعض: "متى يسقط الأسد"، يجيب كثيرون: "سقط منذ اليوم الأول للثورة السورية، حين فقد هيبته أمام الشعب، ونحن الآن بانتظار الحلقة الأخيرة". كذلك سقط مبارك حين أعلن المصريون "كفى"، قبل الثورة بوقت طويل. واليوم سقط مرسي حين فقد ثقة الناخبين، ونزل الملايين إلى الشارع ليقولوا له: "مصر كبيرة عليك".
لم يصمد "الإخوان" عاما واحدا حتّى. لم تصمد لهفتهم، العصية على الإخفاء، إلى السلطة، العصيّة على الديكتاتورية. كما لم يصمد حكمهم. كان محمد حسني مبارك، وإخوانه من البطاركة، أكثر ذكاء، أو الأصحّ، كنا نحن، المحكومين العرب، أكثر خنوعا. بعد اليوم لا مبارك ولا مرسي ولا أحد يستطيع أن يحكم مصر بالقوّة. لا إمكانية، تاريخيا وواقعيا، لفرعون جديد في مصر.
حتى مبارك لم يكن فرعونا. كان يمشي بين النقاط في سنوات حكمه، يراضي هذا الطرف وتلك الدولة. كان يريد السترة في خوفه من توريث نجله. وفي سنواته الأخيرة بدا عاجزا عن حماية الفاسدين من طغمته الحاكمة، فكان يضحّي بهذا وذاك على مذبح القضاء أو الرأي العام.
أما مرسي الجديد فبدأ ينصّب نفسه ويعتدي على السلطات الخارجة عن نطاق صلاحياته منذ الشهور الأولى لحكمه. بدا كجائع أزليّ وجد طعاما يكفي لخمسين عاما وبدأ يأكل ويأكل حتى انتفخ في ساعة واحدة وشارف على الإنفجار لشدّة فجعه وجشعه.
لم يصمد "الإخوان" أشهرا في السلطة. خوّفنا كثيرون من "حكم الإخوان" ومن "الإسلاميين" ومن أنهم إذا وصلوا إلى الحكم فلن يتركوه أبدا. ربما كان بعضهم على حقّ، لكن الأحقّ أنّ الشعب المصري الذي أسقط نظام مبارك، ومن وراه إسرائيل والولايات المتحدة، حليفتيه، ولم يستكن، بالتأكيد لن يسكت على رجل يظنّ أنّه إذا بصق أمام رئيس أجنبي، أو لعب بأماكن حسّاسة من جسده أمام رئيس أوستراليا، فإنّه بذلك يستطيع أن يسرق ثورة قام بها ملايين الشابات والشبان المصريين، قبل وقت طويل من مرسي وزملائه.
لم يصمد "الإخوان". حين يسأل البعض: "متى يسقط الأسد"، يجيب كثيرون: "سقط منذ اليوم الأول للثورة السورية، حين فقد هيبته أمام الشعب، ونحن الآن بانتظار الحلقة الأخيرة". كذلك سقط مبارك حين أعلن المصريون "كفى"، قبل الثورة بوقت طويل. واليوم سقط مرسي حين فقد ثقة الناخبين، ونزل الملايين إلى الشارع ليقولوا له: "مصر كبيرة عليك".
سقط مرسي، وسقط "الأخوان" في امتحان السلطة الأوّلي. والثورة مستمرّة.