الربيع هو نزول المواطنين إلى الشارع، ليأخذوا بالقوّة، ما يعتبرونه حقّا لهم. والمستوطنون الصهاينة نزلوا إلى شوارع القدس ليأخذونها. تماما كما يريد السوريون الشام، والمصريون القاهرة. الصهاينة، في لحظة القوّة، يسرقون من "نظام الحقوق العربية"، المتهاوي والضعيف، في لحظة الغارة على "قلب الممانعة والمقاومة"، عاصمة دولتهم الغاصبة.
لا أكثر ولا أقلّ.
إذا كان الربيع هو نزول مدنيين إلى الشوارع ليأخذوا ما يرونه حقّهم، بقوّة التجمّع، وبفرضية قوّة الحقّ (لا نعرف الحقّ مع من في شوارع القاهرة والشام وتونس)، فإنّ ما نراه في القدس السوم هو "ربيع إسرائيلي".
تماما كما أنّ "ربيع مصر" أنجب فأر محمد مرسي، و"ربيع تونس" أنجب مسخ "مشروع النهضة" و"ربيع سوريا" أنجب مجازر الأسد وجبهة النصرة، فإنّ "ربيع إسرائيل" هو نتاج زواج "تنازلات العرب" التاريخية مع الغارة الصهيونية على "قلب الممانعة والمقاومة والعروبة النابض، دمشق.
هكذا يمكننا اليوم أن نبكي كالنساء، انتصارات متراكمة لم نستطع المحافظة عليها كالرجال، منذ نصر 2000، مرورا بانتفاضات فلسطين المتتالية و"كيّ وعي العرب بفلسطيني" في غزوات غزّة المتلاحقة، إلى "صمود 2006" التاريخي، وصولا إلى هزيمة حامليي لواء مقاومة ومنطقها في وحول سوريا بدءا من 2011.
الخنازير ليسوا المستوطنين، كما يرد على الفضائيات "الممانعة". بل هم العرب، ممانعين ومنافقين ومنافطين، ممن تآزروا، في لحظة "ربيع الإخوان" و"خريف الممانعة"، على بيع فلسطين والتفرّغ لذبح الأفكار التنويرية والحقوق المدنية، لشعوبهم ولفلسطين، في لحظة واحدة.
إنّه ربيع إسرائيل. تماما كما أنّ "الربيع العربي" ليس أكثر من فاشوش.