محمد بركات لـ"MTV": الإمام علي يحفظ حقّ "الخوارج" بالاعتراض
أكّد مدير تحرير موقع "أساس ميديا" محمد بركات أنّ "حزب الله لا يريد أن يسمع، قطع بثّ قناةmtv في ضاحية بيروت الجنوبية، وسحب الإعلامي عباس الصباغ من برنامج "صار الوقت"، ومنعه من المشاركة في الحلقة. وبالتالي فهو لا يريد أن يسمع أو أن يناقش أو أن يقبل الآراء الأخرى".
واعتبر في حديث لبرنامج "صار الوقت" الذي يقدّمه الزميل مارسيل غانم، أنّ "المفارقة تكمن في أنّ بيئة حزب الله متوترة كما لو أنّ القتيل يخصّها، هذه مفارقة مدهشة. في مقابل هذا التوتر والدة القتيل لقمان سليم عبّرت اليوم عن صورة من الرقيّ والتعالي فوق الجراح، والقدرة على التغلّب على الحزب في لحظة صعبة جداً. ذكّرتنا بغسان تويني عندما قال لندفن الأحقاد، وبالتالي لماذا التوتر، نحن نريد الحوار".
وفي تعليق له على اتهام "شيعة السفارة" قال بركات: "فشروا. أنا لبناني، ولست شيعياً، وبالتأكيد لستُ من شيعة السفارة، وفشروا أن أكون، هم شيعة السفارة، من وضعوا اللائحة من إعلاميين وغير إعلاميين، هم من شيعة سفارة إيران في لبنان".
واعتبر أنّه "بعد تفجير المرفأ، كان واضحاً أنّ هناك جهة فُضحت بالمعنى الأمني، وبمعنى تورطها داخل الإدارة اللبنانية، وتورطها بمجزرة كبيرة وقعت في بيروت. هذه الجهة متورطة، إما بالتخزين أو بالإستيراد، والزميل فراس حاطوم نشر معلومات بهذا الخصوص، والراحل لقمان كان يقول إنّ لديه معلومات، وحتى السلسلة التي بدأت بالعقيد بورجيلي، وجو بجاني وصولاً إلى لقمان وصعوبة معرفة ما الذي يجمع بينهم. القاتل أذكى هذه المرة، هو يُصعّب علينا مهمة ربط الجرائم، تسلسل الجرائم يحمل أنّ القاتل هذه المرة لا يريدنا أن نعرف كيف تسير، أنا تقديري السياسي أننا سنشهد جرائم اغتيال وتفجير وفوضى أمنية كبيرة."
وأردف بركات : "كان هناك سياق واضح بأننا سنصل إلى الاغتيالات، قبل كانون الأوّل بدأنا نسمع أخباراً متتالة عن رمي قنبلة هنا وهناك وقتيل هنا أو هناك برصاص مجهولين، بعد ذلك تحدث جهازان أمنيان عن اغتيالات تطال الوزير جبران باسيل وأمين عام حزب الله حسن نصرالله، وللمفارقة اغتيل لقمان سليم. بعد ذلك حذّرنا نصرالله وباسيل وسليمان فرنجية عن فوضى".
وسأل بركات: "من يهدد الفوضى؟ الفوضى تحتاج إلى خطة وتنظيم، والفوضى لم نشهدها ولا مرة في المناطق الممسوكة حزبياً وأمنياً. بعد ذلك بدأ صحافيو الممانعة يتحدثون عن الفوضى، ويتحدثون عن داعش، بعدها قال مدير عام جهاز أمني إنّ داعش موجودة في طرابلس، وقال وزير الداخلية محمد فهمي إنّ هناك فرق قتل تملأ لبنان، وقبل ذلك تحدث البعض عن إنزال إسرائيلي في منطقة الجية رغم أن الأجهزة الأمنية نفت ذلك. وكل ذلك كان تحضيراً لمناخ الاغتيالات، وبعد جو بجاني ولقمان سليم لا نعرف من التالي، ولكن هناك جهة منظمة وواضحة حضّرت الرأي العام والإعلام عبر مجموعة من المخبرين والصحافيين".
وسأل: "هل هناك جهة في البلد لديها ترخيص بالقتل إذا فرضنا أنّ لقمان كان لديه ملف أمني؟ يتم الإيحاء دائماً بأنّ هناك ملفاً أمنياً، والسؤال هنا: من لديه ترخيص بالقتل بالملفات الأمنية؟ وهنا سأعطي مثالاً عن زياد عيتاني، المسرحي، ألم يُركّب له ملف أمني عبر كوليت وسُجن ظلماً وعدواناً وزوراً وبهتاناً وخرج بريئاً، فلو قُتل زياد بسبب هذا الملف الأمني، أين كنّا سنكون اليوم؟ ومن سيُعيد زياد عيتاني؟".
وفيما يتعلق بفرضية تورط إسرائيل باغتيال لقمان سليم، قال: " إذا أخذنا بفرضية أنّ إسرائيل اغتالت لقمان سليم، لا بد من السؤال إذاً، من وضع لقمان سليم في دائرة الإستهداف لكي تأتي إسرائيل وتقتله، من عرّاه أمنياً؟، الجواب معروف: الذي عرّى لقمان هو الإعلام والتحريض. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ الأجهزة الأمنية والقضائية، الجيش والأمن العام وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة كلهم مُقصّرين، هناك فراغ أمني في البلد، لأن التحريض يُعاقب عليه القانون، التحريض على العنف، فعندما نسمع أحدهم يقول إنّ لقمان سليم إسرائيلي، هذا ليس رأياً لأنّه في القانون العميل الإسرائيلي يُعاقب ويُحاسب، وفي بعض القوانين الحزبية يُقتل. الأجهزة الأمنية مُقصّرة وغائبة".
واستذكر بركات قول الإمام علي للخوارج، الذين كانوا يعارضونه ويضايقونه حين كان خليفة المسلمين: "قال لهم: لكم عندنا ثلاثاً: ألا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه، وألا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا، وألا نقاتلكم حتّى تبدؤوننا"، معلّقاً: "بأيّ حق يمنعوننا من الاعتراض والاختلاف، منذ 1400 سنة الإمام علي أعطانا أهم شرعة لحقوق المعارضين في تاريخ الإسلام، فبأي حقّ يمكن لأحد أن ينتزع من الشيعة أو غير شيعة هذا الحق بالإعتراض وبالإختلاف".
وأشار بركات إلى أنّ "المجتمع الدولي كاذب، ولا خيار أو بديل إلا الحوار الوطني، لاسيما وأنّ ثقافة الإفلات من العقاب هي التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم. كما أنّ القرار 1701 شارك في قتل لقمان سليم الذي خُطف من منطقة عمل اليونفيل التي من إحدى مهامها حماية المدنيين من العنف الجسدي".
ورأى بركات أنّه لا جدوى من مؤتمر دولي: "المؤتمر الدولي سيتم الرد عليه بمزيد من الإغتيالات والقتل"، مضيفاً: "أليس المجتمع الدولي هو الذي سلمنا للسوريين 15 سنة؟ وأليس هو من سلّم الشعب السوري كله لاحقاً لسكين بشار الأسد وإيران وروسيا؟ والمجتمع الدولي أليس هو من تخلّى عن الثورة الخضراء في إيران؟ وبالتالي المراهنة على المجتمع الدولي لا أجدها في مكانها، العالم كله تركنا والعرب أيضاً تركونا نقاتل بمفردنا".
واعتبر بركات أنّ الشيعة مغبونين في الدولة اللبنانية: "أنا أجريتُ دراسة صغيرة عن المناصب الإدارية والسياسية في الدولة منذ الـ43 حتى اليوم، فتبيّن أنّ الشيعة فعلاً مظلومين، والإدارة في لبنان اليوم مارونية بالدرجة الأولى وسنية بالدرجة الثانية وشيعية بالدرجة الثالثة. وبالتالي إذا كان النظام الطائفي هو الذي سيستمرّ، نعم الشيعة مغبونين. وأنا مع القيام بثورة من أجل النظام المدني، ومن أجل دولة مدنية عصرية لابأس، ولكن إذا كان النظام الطائفي سيستمرّ، فنعم الشيعة مغبونين بالدولة".
واعتبر أنّ "هناك عقلاً أمنياً يقود الطائفة الشيعية، وهنا المشكلة حتى مع المثقفين الذين من بيئتهم. بيئة حزب الله لم تنتج مثقفين عاملين في الحقل الثقافي رغم امتلائها بالمثقفين الذين يستهلكون الثقافة وبالأكاديميين، من كتّاب، شعراء، واليوم أي شخص يتمايز عن البيئة تُشنّ عليه حملة لإسكاته، إن كان قاسم قصير أو حبيب فياض، وحتى الحلفاء، ومنهم سامي كليب ووئام وهاب، حتى أسامة سعد لم يستطيعوا تحمله في وقت هو يحملهم منذ 20 أو 30 سنة، وخرج من مجلس النواب 15 أو 20 سنة فداءً لتحالفه معهم".
وختم بركات: "برأيي من المستحيل أن يكون القاتل شيعياً. يزيد عندما قتل الإمام الحسين خيّره بين السلّة والذلة، يعني إما أن يبايع أو أن يقاتل، فقال الحسين: أريد أن أرجع. فأجابه يزيد: أبداً إما أن تبايع وإما أن تقاتل بالمبارزة. حتّى مروءة القاتل الوحشي يزيد يفتقدها هذا القاتل اليوم، فالذي يطلق الرصاص من الخلف، والذي يغدر هو جبان، وأجبن من يزيد".