أكنّ الكثير من الإحترام للسيد حسن نصر الله، رغم الخلاف السياسي في بعض الأماكن. لكن لا أستطيع أنّ أتصوّر لحظة أنّه يسمح لأعضاء حزبه بالقيام بحملة "ينعاد عليكم" في ذكرى 7 أيّار. هذا اليوم لم يكن مجيدا. البعض يتفهّمونه، ويتفهّمون اضطرار السيّد لاعتباره "مجيدا"، لكن هل يرضى بمعايدة أهل بيروت في ذكراه؟ إذا كان موافقا، فإنّ خيبتي كبيرة.
7 أيّار هو ذكرى البداية الرسمية لحرب أهلية نعيشها منذ 14 شباط 2005. حرب سياسية بمحرّكات إقليمية ودولية، على ساحة مذهبية سنية – شيعية. حرب قتلت وجرحت حتّى الآن ما يقارب 10 آلاف لبناني، وهجّرت أكثر من نصف مليون، في أفضل الأحوال. حرب خسّرت لبنان عشرات مليارات الدولارات، فعليا، ومثلها إفتراضيا. حرب جعلت الأخوة يتقاتلون، وأبناء العم يطلقون النار على بعضهم البعض، ومزّقت ما تبقى من هيبة الدولة وصرعت ما بقي من مؤسسات الدولة الاوهنة. حرب طحنت أعصابنا وأخذت أهلنا وأصدقاءنا إما إلى القبور أو إلى أوروبا وآسيا والخليج وأفريقيا. حرب خزّقت نسيج لبنان.
اليوم جنود "حزب الله" الإلكترونيين يشنّون حملة "ينعاد عليكم" في ذكرى هذا اليوم. ربما لأنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال إنّه "يوم مجيد" قبل أعوام. وأنا متأكّد أنّه لم يكن يقصد أن يعايد أبناء حزبه أهل بيروت في ذكراه. اليوم يحوّله هؤلاء إلى عيد للشماتة.
أنا شخصيا أكنّ الكثير من الإحترام للسيد حسن نصر الله، رغم الخلاف السياسي في بعض الأماكن. لكن لا أستطيع أنّ أتصوّر لحظة أنّه يسمح لأعضاء حزبه بالقيام بحملة "ينعاد عليكم" في ذكرى 7 أيّار. هذا اليوم لم يكن مجيدا. البعض يتفهّمون السيّد حسن، ويتفهّمون اضطراره لاعتباره "مجيدا" في لحظة تخلّ ربما، لكن هل يرضى بمعايدة أهل بيروت في ذكراه؟
إذا كان موافقا، فإنّ خيبتي كبيرة.