الحياة – محمد بركات https://www.mohamadbarakat.com Wed, 11 Sep 2019 10:05:55 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=5.5.15 https://www.mohamadbarakat.com/wp-content/uploads/2019/03/ico.png الحياة – محمد بركات https://www.mohamadbarakat.com 32 32 الإنترنت: هروب نحو الوهم https://www.mohamadbarakat.com/2002/10/29/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%b1%d9%86%d8%aa-%d9%87%d8%b1%d9%88%d8%a8-%d9%86%d8%ad%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d9%85/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/10/29/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%b1%d9%86%d8%aa-%d9%87%d8%b1%d9%88%d8%a8-%d9%86%d8%ad%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d9%85/#respond Tue, 29 Oct 2002 16:03:37 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=280 تدخل المقهى، يستقبلك جبل من الدخان المنبعث من السجائر، وإزعاج من التكتكات المتسارعة المتلاحقة التي لا تنتهي.
حوالي عشرين شخصاً، بين شاب وفتاة، يجلسون على كراسي جلدية سود، متلاصقة، ويحدقون إلى الأمام، بينما أصابعهم تنقر على الجهاز وتحدث تلك الجلبة المؤذية. لا أحد يتكلم، الأجساد متلاصقة، كما الأجهزة، هنا، في هذا المقهى، أما العقول، فغارقة في محيط من الأحرف والأسماء واللغات.
الأيادي تقود الأرواح والعقول نحو أمكنة مجهولة، من كندا إلى المغرب مروراً بالولايات المتحدة وصولاً إلى أفريقيا. لكن الأجساد تكتفي بالجلوس والإذعان لهذا الجهاز العبقري: الكمبيوتر.

لغات جديدة

اقترب من أحد الشبان لأسأله مع من يدردش. فيدخن بشراهة، ويطفئ سيجارته ويرفع يده في الهواء قائلاً: "أوووه، ما تعدّ، شي عشرة سوا". تستنتج أنّهن عشر فتيات. لكن الأسماء المستعارة أو الاسم اللقب يشير إلى غير ذلك.
يقول الشاب أنّه يمضي أكثر من ثلاث ساعات يوميا على هذا الجهاز على الشبكة، ليتحدث مع "أصدقائه" وليتعرف إلى أناس جدد، من مختلف أنحاء العالم.
أما عن اللغة، فيقول أنّه يستخدم الإنكليزية والفرنسية، لكن في معظم الأوقات، يستخدم اللغة العربية، مكتوبة بالحرف اللاتيني، ممزوجة بالفرنسية والإنكليزية المختصرة جداً، كأحرف THX لقول "شكراً".
علي، واحد من آلاف، له من العمر ست عشرة سنة. يتحدث مع فتاة في العشرين من عمرها. وقد أخذ الـE-mail الخاص بها، أي أنه استطاع انتزاع ثقتها والتحول معها نحو المرحلة الثانية، حيث يستطيع ترك رسائل لها، والتحدث معها حين لا تدخل إلى الشبكة الكبيرة. لكن علي الذي تعرفه "رشا" هو ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر اثنين وعشرين سنة، ويعمل في معمل للثياب، ويملك سيارة ب.ام، من النوع الجديد!!
وفي المقابل، الصراحة قد تكون لا نهائية أيضاً. فشاهين ابن العشرين سنة، يعمل في قسم التنظيفات في أحد المستشفيات، وصديقته التي يعرفها عبر الانترنت فقط، تعرف ذلك، بل يذهب في صراحته معها إلى حدود الاعتراف لها بأنه يحب ابنة عمه ويريد الزواج منها، لكنه يريد أن يتسلى!! بينما هي طالبة جامعية تريد تمضية بعض الوقت بعيداً من الدروس، على الأقل هذا ما قالته.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/10/29/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%b1%d9%86%d8%aa-%d9%87%d8%b1%d9%88%d8%a8-%d9%86%d8%ad%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d9%85/feed/ 0
مسؤولو الجامعة الوطنية لا يردون على أسئلة الصحافيين المتدربين https://www.mohamadbarakat.com/2002/09/03/%d9%85%d8%b3%d8%a4%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b1%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d8%b3/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/09/03/%d9%85%d8%b3%d8%a4%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b1%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d8%b3/#respond Tue, 03 Sep 2002 11:09:03 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=283 عندما تشتد وتيرة الأزمة الاقتصادية، وهي ما فتئت تشتد منذ سنوات، تزداد الضرائب على كل شيء، بدءاً بأسعار المواد الغذائية، مروراً بأسعار المحروقات، وصولاً إلى تقليص موازنات المؤسسات التعليمية.
ولم تنج الجامعة اللبنانية من هذا التقهقر المالي، الذي لا بد أن يرافقه تدهور في مستوى الجامعة الوطنية، وتراجع في مواردها، بالتالي تقديماتها، وكان أن بدأت رحلة التدهور مع أولى حكومات الرئيس رفيق الحريري، وما زالت تمشي على الطريق نفسها، مع حكومته الحالية، إذ تراجعت موازنة الجامعة اللبنانية من ما نسبته 6 في المئة من الموازنة إلى ما نسبته 0.75 في المئة (حسب التقرير الذي أعدته حملة الستة في المئة). هذا التناقص التدريجي أثقل كاهل الجامعة، التي حرمت من أعمال الصيانة في بعض مبانيها، وبقيت رهن الوعود في بعض الكليات التي ينقصها ملعب، أو حتى كافيتيريا ليرتاح فيها الطلاب من عناء المحاضرات، لا أن يجلسوا على الأرصفة ما بين الأرجل، بانتظار المحاضرة التالية.
وفي الثامن من شباط (فبراير) 2002، صدر قانون جديد، أقر فيه زيادة مجموع الرسوم السنوية لـ"غير اللبنانيين"، من 245 ليرة إلى 995 ألفاً، أي بزيادة مقدارها حوالي خمسمئة دولار أميركي. تعود إلى الجامعة بحسب القرار. هذا عن مرحلة الإجازة. أما عن مرحلة الدراسات العليا والدكتوراه، فقط جاءت الزيادة بقيمة ألف دولار لـ"غير اللبنانيين" وخمسمئة ألف للبنانيين.
هذا القرار شمل سبعة في المئة من مجموع الطلاب، أي حوالي ستة آلاف طالب. ثلثهم تقريبا (بغياب الاحصاءات واستنادا إلى الاحصاءات عن مرحلة التعليم العالي، بحسب مركز الدراسات والبحوث – وزارة التربية والتعليم العالي – النشرة الإحصائية 2001 -2002) من السوريين، والثلث الثاني من جنسيات مختلفة. أما الثلث الثالث الأخير، فيضم حوالي ألفي فلسطيني، يحملون جنسية المنفى، جنسية المخيم!
ولم يتسن لنا مقابلة رئيس الجامعة اللبنانية، الدكتور ابراهيم قبيسي، لسؤاله عن جدوى هذا القرار، وعن نتائجه المتوقعة، وضرره بالنسبة إلى هؤلاء "غير اللبنانيين" الذي لا يملكون بديلاً عن الجامعات اللبنانية، كما لا يملكون هذه المبالغ المعجّزة بالنسبة إليهم، وذلك بسبب الروتين الإداري والفئة التي ينتمي إليها الرئيس (موظف فئة أولى)، التي لا تسمح له بمقابلة صحافي متمرن، لأنه "برتبة وزير"، كما قال رئيس المصلحة، الذي نصحني بعدم نشر هذه الأسباب و"إلا، فنحن نملك الرد".
هذا القرار الذي يرمي إلى زيادة واردات الجامعة هو رهان خاسر، لأن الطلاب السوريين يفضلون الدراسة في سورية، على دفع أكثر من ثلاثين ألف ليرة سورية (660 دولارا)، والطلاب العرب الذين يملكون بديلاً عن لبنان، كتونس وبعض الدول الخليجية، قد يرحلون، لأن قيمة الإقامة، زائد قيمة رسم التسجيل، زائد الغلاء الفاحش في الأسعار، سيدفع هؤلاء إلى اختيار العودة، مهما كانت أسباب البقاء. ولن يبقى في هذه المصيدة سوى الطالب الفلسطيني الذي سيغرق بين نار الخروج من الجامعة إلى أزقة المخيم التي ستضيق على بطالته، ونار العمل ليلاً ونهاراً، وتقديم الطلبات إلى جميع المؤسسات الخيرية والجمعيات التي تساعد، طلباً لإكمال دراسته، تماما كما حصل مع سماح، المتحدرة من أسرة الفران، من "يافا"، التي لم تسمع عنها سوى في نشرات الأخبار وعلى ألسنة "الكبار"، ونعرف عنها ما توصله كتب الجغرافيا والأفلام الوثائقية.
سماح قدمت طلب مساعدة "لإتحاد الطلبة الفلسطينيين"، الذي يؤمن لها حوالي ثلاثين دولاراً شهرياً، لمساعدتها في دفع بدل النقل للوصول إلى كلية العلوم الاجتماعية، البعيدة من مخيم "برج البراجنة" حيث تسكن في غرفتين، مع أب عاجز وأخت مشلولة، وأم لم تعد قادرة على تغطية كل هذه التكاليف المرهقة.

"الحق بالتعلّم"، حق تكفله شرعة حقوق الإنسان، كما تعاقب القوانين الدولية على التمييز بحسب العرق أو اللون أو… "الجنسية". فكيف بهؤلاء الذين لا يمكلون جنسية سوى التهجير القسري والذل اليومي والعوز.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/09/03/%d9%85%d8%b3%d8%a4%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b1%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d8%b3/feed/ 0
الاستماع الحر والمجاني.. للصوت المنبعث من بيت الدين https://www.mohamadbarakat.com/2002/08/20/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a8%d8%b9%d8%ab/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/08/20/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a8%d8%b9%d8%ab/#respond Tue, 20 Aug 2002 09:51:55 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=290 حملتنا أشجار الصنوبر والسرو، وحملّتنا بهواء نظيف، يبشر بليلة نظيفة، بعيداً من لوثة النظر والسمع والشمّ، بعيداً من اسمنت بيروت المزدحمة وأبواق السيارات وفوضى الموسيقى المنبعثة من راديواتها.
هنا، في بيت الدين، ستغني فيروز هذه السنة، في إطار "مهرجانات بيت الدين"، هنا أيضاً، لا فرق بين فيروزي وآخر، إلا بالبطاقة. "إنتو قاطعين"، "لأ". "متلنا يعني"، "إيه". أصوات ضحك متقطّع. مشهد تكرر كثيراً، بصيغ مختلفة. فذاك قطع بطاقتين، لكنه أضاعهما. وآخر قطع بطاقة خارجية، ليستمع إلى فيروز من خارج بيت الدين وآخر نسي البطاقات في البيت أو أعطاها إلى أحد أصدقائه الذين "حرقوا قلبه". إلى ما هنالك من نكات أطلقها المئات من القادمين إلى بيت الدين من دون بطاقات. على كل حال، لا نسمع للأزمة الاقتصادية أن تكون حاجزاً بين صوت فيروز وصداه في آذاننا.
فجأة، شيء ما تغير. إذ يتقدم أحدهم يحمل بطاقات، ويمد إحدى الصديقات ببطاقتين صغيرتين زرقاوين، تختلفان عن البطاقات ذات اللون الزهري، التي تخوّل صاحبها الدخول إلى الجنة.
الصديقة كانت قد اشترت بطاقتين ليوم الغد، لكنها جاءت مع الشعب المسكين، لتمارس الطقوس الفيروزية السنوية، لأمثالنا، أي ذلك الاستماع المجاني.
بعد أسئلة خجولة ومترددة، نتوصل إلى أنّ هذه البطاقات تعطى لمن يخرج من مكان الحفل، لكي يستطيع العودة، وقد غشّ هذا الميسور الحراس، وعاد ودخل بالبطاقة الأصلية، تاركاً بطاقتين زرقاوين، واحتمالاً فيروزياً متردداً بين المخاطرة والاكتفاء بما هو مقرر.
هذه الصديقة تضامنت مع أحوالنا، ومدتنا بالاحتمال، فتوجهنا بعد ذلك، بوقار، إلى مدخل الحفل، أبرزنا البطاقات. أخذها الحارس من دون أن يسال. نمر. بابٌ آخر. حراس آخرون "أين البطاقات"، "جوّا مع رفقاتنا". نمر مرة أخرى. الكذب باتت أكبر. نصل إلى حيث الشبان والشابات بلباس الكشافة. مخولين تنظيم وإرشاد كل إلى كرسيه. هنا وجدنا أنفسنا بلا بطاقات و "رفقات جوّا". لكن التراجع بات صعباً، بل أشبه بالانتحار. والدوريات الراجلة لقوى الأمن الداخلي، دفعتنا إلى الاحتماء بالصف الطويل لطالبي الخلوة وراحة الضمير في الحمامات. ويمر موكب لأحد الضباط الكبار، ويسأل: "شو هول؟". فيجيبه أحد المرافقين: "هون الحمامات". نلاحظ أنّ حوالي خمسة شبان ينتظرون مثلنا، وكلما حان دورهم، تراجعوا إلى آخر الصف، كما نفعل أنا وصديقتي. وينظرون يميناً وشمالاً بطريقة مثيرة للشكوك. تمر يضع دقائق، قبل أن يصدّق هؤلاء الشباب أننا زملاء في "الزميطة" وشركاء في المصير.
يخبرنا أحدهم أنهم يعرفون شخصاً في الكشافة، وهو وعد بإجلاسهم عند شغور أي مقعد! وفي حال تغيب بعض المدعوين. لكن هذه المرة، "كله complet" يبشرهم هذا الشخص.

في هذه الأثناء، علا تصفيق حار تلاه صوت ألهمنا كل هذا التصميم، على الدخول إلى هنا: "في قهوة ع المفرق، في موقدة..". كنا قد عدنا للاصطفاف خارج الحمامات، لكن هذه المرة، لا أحد يتقدمنا، نصطف فقط من دون أن ننتظر، أو أن نقف وراء أحد. عددنا كان كافياً لتشكيل "عجقة" إذ كنا سبعة.
وهنا توزعنا على ثلاث مجموعات، لنرى إلى أي مدى نستطيع الاقتراب ورؤية هذا الطيف الذي يغني. ونعود ونلتقي بعد دقائق خائبين، وتعود المجموعة الثالثة، لتبشر بأنّ بعض المنظمين والمشرفين يجلسون قرب المسرح، من دون مضايقة الأمن لهم. فنتوجه إلى هناك. ونفترش الأرض على أنغام "ارتاح".
لم يعترضنا أحد. فقد سلكنا طريقاً آخر إلى فيروز. لم أرها. لأننا جلسنا إلى يسار المسرح. وكان قائد الفرقة حاضراً بيننا وبينها. فلتعذرنا فيروز، لأننا لم ندفع ثمن البطاقات، فقد كان صوتها الدافئ دليلاً، إلى طريق من نوع آخر، لم نرها. ولم ندفع، لكن سمعنا.

هناك، حيث جلسنا، كان أحد الزملاء، يسجل الحفل على مسجلة صغيرة. على كل حال، هذا موضوع آخر، لا علاقة لي به.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/08/20/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a8%d8%b9%d8%ab/feed/ 0