السفير – محمد بركات https://www.mohamadbarakat.com Fri, 07 May 2021 08:44:43 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=5.5.15 https://www.mohamadbarakat.com/wp-content/uploads/2019/03/ico.png السفير – محمد بركات https://www.mohamadbarakat.com 32 32 "المنتصر…" ونزعة الإبادة https://www.mohamadbarakat.com/2002/09/05/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%b1-%d9%88%d9%86%d8%b2%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%a9/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/09/05/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%b1-%d9%88%d9%86%d8%b2%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%a9/#respond Thu, 05 Sep 2002 10:06:00 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=293 عندما يدور الحديث عن السلام مع "اسرائيل"، يجنح الكلام نحو التطبيع، فينقسم الفريق المنادي بالسلام إلى رأيين، رأي ينادي بالتطبيع، ورأي يحجم خوفا من "الغزو الثقافي" أو غيرها من المصطلحات التي إن دلّت على شيء، فعلى عدم الثقة بقدرة الثقافة العربية على الصمود، بل والتفوق على "الحضارة" الاسرائيلية، القائمة على الأساطير وتزوير التاريخ.

هنا ينقسم الحديث إلى شقين. الشق الأول يتحدد بقدرتنا على كشف هذا التزوير، الذي تمارسه إسرائيل منذ عقود، بدءاً بمقولة: "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض"، التي أسقطتها انتفاضات الشعب الفلسطيني المتلاحقة، والتي أكدت للعالم كلّه على وجود شعب مسالم لا يملك سوى حجارة الأرض سلاحاً يدافع فيه عن هذه الأرض، أمام جبروت الآلة العسكرية الإسرائيلية، وكان "مخيم جنين" شاهداً على إجرام الإسرائيليين وتحديداً في جنين بما هي رمز خيّل إليهم أنّ بالإمكان محوه.

واسرائيل المنهمكة في عمليات التزوير المنهجية، استولت على أرشيفات الكثير من المكتبات والوزارات وغيرها من مراكز التأريخ والمراكز الثقافية، أثناء اجتياحها الأخير للمناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية، كما في اجتياحاتها السابقة، واحتلالاتها، ومنها للبنان، وصولاً إلى العاصمة بيروت حيث جرى نهب في المتحف الوطني وغيره من الصروح الثقافية والفنية والتاريخية.

هذا التزوير الوقح للتاريخ ليس جديداً على "شعب الله المختار"، وقد سبقهم إليه الأميركيون أو "الحجاج الإنكليز"، كما يسمون أنفسهم، يوم كانوا أوائل المستعمرين الأوروبيون للعالم الجديد، فقاموا بتدمير منهجي لكل ما أمكن الوصول إليه من الدلائل والأدلة والوثائق والآداب والفنون والهندية، كما يوضح "منير العكش" في كتابه – الشهادة "أميركا والإبادات الجماعية"، حيث قول أنّ "هندية الهنود تشرب الأنخاب المسمومة منذ عام 1870 وكانت صيحات التذويب الثقافي تواكب حفلات السلخ وتدعو إلى تدمير هذه "الهندية" وإعادة بنائها بحجارة التاريخ الأبيض والدين الأبيض واللغة البيضاء. فالاستيلاء على ما تبقى من أرض الهنود لا يتم إلا بتدمير هندية الهنود: ثقافتهم وبنيتهم الإجتماعية…". ويقول المفوض الشؤون الهندية في الولايات المتحدة عام 1921، شارلز بيرك أنّ "ثقافة الهنود مضرّة بالمصلحة الوطنية". وقد تمّ "تعقير" هذه الثقافة، باستكمال أعمال الإبادة المنهجية بالأسلحة الجرثومية، عبر "غسل عقول" من تبّقى منهم في معسكرات مدرسية، يخرج منها الطفل الهندي متحمساً للكابوي الذي يلاحق الهنود ويقتلهم!! هذا العمل الدنيء، صار يستند اليوم إلى أسلحة أشد فتكاً من المناهج التعليمية "الملغومة" والتي باتت تفرض في بعض الدول العربية، صار يستند إلى الإعلام (المرئي والمسموع… والمكتوب)، والأفلام الهوليودية، وأفلام الكرتون…

هذه الإبادة الجماعية للهنود، التي قامت على أساسها "الحضارة الأميركية"، هي أحد أسباب التعاطف مع "المبيد" الإسرائيلي "للصرصار" العربي، (بحسب تعبير دائرة الأنتروبولوجيا في مؤسسة سيمشونيان "الثقافية").

هذه الإبادة الإسرائيلية تحاول أن تنسخ التجربة الأميركية "الرائدة"، لإبادة ثقافتنا العربية، بطرق أكثر حداثة وتطوراً، وقد بانت أولى خيوط خطتها في العراق وفلسطين، على أن تصل لاحقاً إلى دول عربية أخرى، كالسعودية ربما، بعد تصنيفها على لائحة الأعداء!.

هنا يطرح السؤال حول مدى قدرتنا كعرب، للعمل على أساس هذا الكشف (الذي نأمل أن يكون مبكراً) عن نوايا الإسرائيليين، الذي يعتبرون السلام فرصة للاستجمام ولتجميع القوى وتطوير القدرات لتحسين القدرة القتالية. والسؤال الذي يتمحور حوله هذا الموضوع هو: "هل هزمنا، وهل بإمكان "المنتصر" الصهيوني أن يفرض ثقافته، أم أننا في طور المعركة ويجب أن نزيد من فعالية دفاعاتنا وأن نحصن ثقافتنا بالحرية والديمقراطية؟".

الجواب هو أنّ المعركة مستمرة ولا داعي للبكاء على الأطلال. لكن مشروعاً بتمويل مليون دولار "يتيم" مقابل مشروع أميركي "لغسل عقول" العرب بكلفة مئتين وأربعين مليوناً، ليس بخطوة حذقة في أرض هذه المعركة المقررة والمخطط لها منذ مؤتمر الصهاينة الأوّل أيام تيودور هرتزل.

هذه الخطوة الغبية، تتزامن وتلحق وتسبق بخطوات أكثر غباء، كمصادرة الكتب التي تحاول العبور بالإسلام إلى الضفة الآمنة، بعيداً عن أسنان الأصولية التي لم تأكل سوى ما تبقى طازجاً من الأصوليات السابقة.

بالمناسبة لا بد من تذكير من ينجرون وراء الاتفاقيات المنفردة للصلح مع اسرائيلـ بما آل إليه مصير الهنود في أميركا: القتل والتدمير والحرق والإبادة الثقافية والبشرية. علماً بأنّ الإبادة كما تمارس اليوم تهدف بشكل غير مباشر إلى إبادة ثقافة الآخر (غير الأميركي وغير الإسرائيلي) عبر ترويج "سلع المنتصر" ومن الملابس إلى المساحيق، إلى أفلام غسل الأدمغة وكتب التزييف ومآكل الـ"فاست فود" التي كادت تقتصر بالنسبة إلى شباب على "الهامبورغر" و"البيتزا" و"الكلب الحار" (هوت دوغ).

إذا كان المهزوم يتمثل بالمنتصر حسب قول "ابن خلدون" في مقدمته الشهيرة، فهل هذا يعني أننا هزمنا وهم انتصروا؟

الجواب مفتوح للتاريخ، الذي نخشى أن لا يذكرنا ليرحم، إذا ما استمرينا على هذا النمط الصدئ من أنماط العيش والتفكير والتعامل مع الآخر.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/09/05/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%b1-%d9%88%d9%86%d8%b2%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%a9/feed/ 0
المستقبل ماضٍ أبعد من الماضي https://www.mohamadbarakat.com/2002/04/25/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b6%d9%8d-%d8%a3%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b6%d9%8a/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/04/25/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b6%d9%8d-%d8%a3%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b6%d9%8a/#respond Thu, 25 Apr 2002 11:03:55 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=300 بينما كان طلاب "حركة أمل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، يتناقشون في كيفية مساندة الشعب الفلسطيني، من خلال العصي والسكاكين، في المعركة التي جمعتهم وكان ساحتها الصرح التربوي الأكاديمي الذي يخرج طلاب العلوم السياسية والحقوق (!!). كان طلاب "التيار الوطني الحر" و"الوطنيين الأحرار" يوصلون رسالة إلى "الغريب" مفادها أنّ هذه الأرض لبنانية وسوقها لبنانية والبائعين فيها يجب أن يكونوا لبنانيين. وذلك من خلال التحرك الذي قام به طلاب كلية الهندسة (!!) الفرع الثاني، حيث قاموا ببيع الكعك والفول والترمس والبرازق لـ"تشجيع البائع اللبناني".
الفضيحة الأولى كانت ترسم معالم نفسها في المنطقة التي كانت تسمى ابان الحرب الأهلية: "الغربية". أما الفضيحة الثانية فكان ترتسم في "الشرقية". البلد الذي لا يخفى تقسيمه على أحد، بشقيه الشرقي والغربي، كان مهموكا بحساباته الضيقة وبمعاركه وحروبه السخيفة، وشاتيلا تنكشف وتروّع العالم بأسره. لكن لبنان كان خارج الصورة، وشبابه: قسم منهم يريد تثبيت سيطرته المليشياوية على صرح أكاديمي (!) وقسم آخر يريد أن يطرد السوريين (شرايي وبياعين..).
يحكي أنّ رجلاً أضاع قطعة نقود على الرّصيف، وكان ثملاً، فراح يفتش عنها على الرصيف المواجه، ولما سئل لماذا ذلك أجاب بأنه يبحث تحت الضوء.
وكذلك يفعل طلاب الهندسة، حين يبحثون عن الحلول حيث الضوء، لا حيث المشكلة. وكذلك يفعل طلاب الحقوق -1 حين يفرغون أحقادهم المتوارثة وطرائقهم البالية في التفكير والتحليل حين يبحثون عن السيطرة والقوة حيث يتوفر لهم ذلك لا حيث يجب أن يوفروا ذلك.
هكذا يبدو جلياً أنّ رهان لبنان على مستقبله، الذي هو رهانه على الطلاب والشباب، هو رهان خاسر. إذ أنّ التنظيمات البالية، بطرائق التفير والتحليل – إذا كان هناك من تفكير وتحليل – البالية نفسها، ما زالت تسيطر على فروع الجامعة "الوطنية"، أي ما زالت تسيطر على عقول الطلاب، وبالتالي ما زال منطقها البالي ذاته يسيطر على جيل ما بعد الحرب وما بعد الطائف.
الشباب لم يفهموا السلم الأهلي الغامض وها هم يربون أحقادهم وأزمانهم ويعالجونها بالطرق المهترئة ذاتها وبالمنطق المخلّع نفسه، وها هم يحضّرون لحربهم هم، لأنهم ورثوا أسباب الحرب لا نتائجها. لذا، يبدو أنه من الصعب ألا ننتظر المعركة القادمة في الحقوق -1، وسوق الخضار في الهندسة – 2، والحرب الأهلية في لبنان – 3.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/04/25/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b6%d9%8d-%d8%a3%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b6%d9%8a/feed/ 0
احتكار للنصر أم للقضية أم للشهداء؟ https://www.mohamadbarakat.com/2002/04/19/%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%a3%d9%85-%d9%84%d9%84%d9%82%d8%b6%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d9%84%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1%d8%9f/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/04/19/%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%a3%d9%85-%d9%84%d9%84%d9%82%d8%b6%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d9%84%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1%d8%9f/#respond Fri, 19 Apr 2002 11:22:15 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=303 بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991، وتراجع دور الحزب الشيوعي اللبناني، العصب الرئيسي لـ"جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" كان نجم "حزب الله"، الذي أتى حاملاً معه أفكار الثورة الإيرانية (ممولاً منها) يعلو، وكان الحزب الشيعي الثاني – شيعيا – يومها (والأول اليوم) يتسلم راية المقاومة ويكتب عليها "المقاومة الإسلامية في لبنان".
وبعد ما يزيد عن عشر سنوات، عاد الشيوعيون واليساريون وأصدقاؤهم "لجمع شتاتهم" تضامناً مع الشعب الفلسطيني، فتظاهروا بزخم، وأقاموا اعتصاما مفتوحا في خيمة قرب ساحة الشهداء، وشاركوا في مسيرات نحو السفارات الأميركية والمصرية والقطرية. وقاموا بعرض أفلام "تضامنية"، وأحيوا أمسيات غنائية وحاصروا البرغر كينغ ضمن حملة مقاطعة الشركات والبضائع الأميركية، وساهموا في تنظيم الحفل الذي كان على رأسه الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، تحت شعار: "حاصر حصارك".
هذه الحركة التي خلقها أهل اللون الأحمر ورفاقهم، أثارت انزعاج حزب الله الذي أخذ على عاتقه مهمة التحرير وكاد يحتكر النصر في أيار العام 2002. وها هو اليوم في ساحة الشهداء الغائبين، يحاول احتكار القضية الفلسطينية. فقد أقام هذا الحزب مجسما للمسجد الأقصى في مواجهة الاعتصام الشبابي "الأحمر" المفتوح، أي في المكان الذي كان يشغله شهداء 6 أيار المقاومون للاستعمار الفرنسي، وحصل على إذن بذلك، مع العلم أنّ المعتصمين قبله لم ينجحوا في الحصول على إذن كهذا.
ونجح حزب الله بالتالي في إيصال رسالة مفادها أنّ الشهداء حكر على المنتصرين، وهم شهداؤه، مهملاً الشهداء الذين سبقوه من العام 1948 إلى العام 1991. ناسيا أو متناسيا أنّ الشهداء ملك الأرض والناس، لا الأحزاب…
"حزب الله" يمارس تعبئته الإعلامية المرتبطة بقضية فلسطين، مستبعدا كل من لا ينضوي تحت لوائه.. والشباب الذين قرروا فتح اعتصامهم في ساحة الشهداء والذين لا ينوون لعب دور الحزب المذكور، ظهروا وكأنهم ينافسونه على قضيته الأساسية بعد تحرير جنوب لبنان، وفقدانه المناعة الوطنية لجهة الالتفاف حول دوره في تحرير مزارع شبعا…
وهكذا يبدو أنّ الشهداء وساحتهم قد أورثوا للمقاومة الإسلامية، ولو لفترة قد لا تطول…

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/04/19/%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%a3%d9%85-%d9%84%d9%84%d9%82%d8%b6%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d9%84%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1%d8%9f/feed/ 0
"10.. 11.. 12 دقت الساعة بالليل" https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/21/10-11-12-%d8%af%d9%82%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%84/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/21/10-11-12-%d8%af%d9%82%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%84/#respond Thu, 21 Feb 2002 11:37:43 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=306 تدور أحداث هذه الحادثة فعلاً في: كلية الإعلام أو كلية الآداب، أو كلية العلوم، أو كلية الحقوق، أو كلية الفنون، أو… أو.. أو… في الجامعة اللبنانية.

الساعة التاسعة وعشرين دقيقة ليلاً. يرن الهاتف. الرقم: لا رقم. (private number) .يرد صوت خشن، يتوعد ويهدد. يتذكر ذلك الفيلم البوليسي الذي شاهده منذ أسبوع. يقول له الصوت إن شعبيته البيضاء لن تنفعه في يومه الأسود، ولا الجهة السياسية التي يميل إليها. يسأل "مين حضرتك؟". محاولاً السيطرة على أعصابه. فيعلو الصوت الذي يتخيل صاحبه لابساً معطفاً أسود، ونظارتين سوداوين، يتلفت يمنة ويسرة، مشمشماً محيط "نحنا القوة الكبيرة ورح نضل هيك بالجامعة، وإذا ما بتفهم، رح ندمر لك حياتك". تمّت.
هذا ما حصل مع الطالب (فلان الفلاني) أثناء تمضيته سهرة (Valentine) مع صديقته في 14 شباط الماضي.
دقيقة مرت في حياة طالب تعبر عن المستوى الذي وصلت إليه الجامعة اللبنانية من تفسخ طالبي وتكتل استخباراتي خلال أعوام.
أبلغني صديقي الخبر خائفا حائرا، وقال أنه أوصل صديقته إلى منزلها وأسرع إلى بيته خوفاً من "هم".
اللذيذ في الموضوع أنّ هذا الطالب لا يميل إلى أية جهة سياسية لا علنا ولا ضمنا. لكنه، لسوء حظه، يحب الناس بطبيعته، ويحيط نفسه بالأصدقاء. لكن الأصدقاء في هذه الكلية مشكلة، وممارسة الصداقة عمل فاحش، أثبتت الأعراف الجامعية "فحاشته".
فأن يكون لديك أصدقاء، فمعناه أنك قد تترشح لانتخابات مجلس الفرع، طمعا بتمثيلهم. وأن تترشح، فذلك يحتمل وجهين: إما أن تترشح مع "هم"، وتكون صوتا ليوم واحد فقط. وإما ألا تترشح على لائحة قوى الأمر الواقع، وهذا يعني أنك تغرد خارج جميع الأسراب.
والألذ، أن ذلك الطالب، ولأسباب تقنية، لا يُسمح له لا بالترشح ولا بالانتخاب، أي أنه مشلول انتخابياً! (تحرّوا جيدا).
ولكن، لحكمة في عقول القيمين على أحوال الطلاب، الذين هم، بطبيعة الحال، أدرى بمصلحتهم ومصلحة الجامعة والوطن، يقرر بعض "القادة الطلابيين" أن ينصحوا هذا الطالب بالابتعاد عن مسرح المعركة، وذلك الطالب بأن "انتبه لحالك"، وذلك الطالب: "إذا بدك تنجح، بدك تجلّس".
لكن أن تترشح فذلك يعني أنك أعلنت العصيان المدني، وذلك يحتم الإستنفار العسكري، وتصبح حينئذ من المغضوب عليهم والضالين… آمين. وتلاحقك الرادارات أينما حللت، حتى ليصح فيك القول: "ما اجتمع مرشحان محتملان، إلا وكان الرادار ثالثهما". وتدار صوبك "كيوبيدات" الفتيات المدعومات، يداعبنك ويغرينك، في محاولات لتخدير نشاطك الانتخابي.
واستكمالا لسياسة الترغيب والترهيب، يمارس نشطاء وناشطات أعمالاً بوليسية على غرار ما وردته لنا السينما "الامبريالية"، فترى الشاب الوسيم يندس بين الفتيات اللواتي يشكلن ضعف أو ضعفي عدد الشباب، بحسب الجامعة (وذلك بسبب توفر أسواق العمل وانعدام بدعة الهجرة) مع أمر حزبي أو شخصي، بعدم إقامة علاقة عاطفية مع أية فتاة لئلا تحد من نشاطاته… الانتخابية.
لا بد أنهم يقرأون كثيرا. فمكسيم غوركي يقول أن الحياة العائلية تخفف من نشاط الرجل "الثوري".. لذلك (والكلام لغوركي) ينبغي أن يبقى الرجل "الثوري" أعزب، حتى (ينجح في الانتخابات). يستطيع أن يظل في "الطليعة"، "يكافح" من أجل (الانتخابات) الحياة.
هذا وذاك، عدا عن حرق الوجوه الجديدة والمستعملة، لتسهل قولبتها، وإلقاء الفتن، لاستمالة فريق واستعداء الآخر. فرق تسد، أو تدمر. لا فرق، ما دامت السيطرة محكمة، عدا عن الأدوار التي توزع جزافا على الطلاب، فالطالب (علتان العلتاني) مثلا، قيل أنه "حركة أمل"، ثم عادوا وقالوا أنه "قومي سوري"، ليستقر القول أخيراً على أنه "اشتراكي". ومن يدري؟ في الأيام القليلة المقبلة، سيقولون أنه شيوعي. ومع اشتداد وتيرة المعركة، سيقولون أنه عوني، ثم كتائبي، ثم، وحتى حانت ساعة الصفر، سيثبت، بالأدلة القاطعة، أنّ له ضلعا في أحداث 11 أيلول.
ولا ننسى المشهد المضحك للمرشح المدعوم. فعشية الانتخابات، يطور علاقاته بك بطريقة لافتة. وبدلا من "Hi" و "Bye"، يسألك عن حالك وأحوالك، ويقترب ويسألك عن أهلك وأشغالك، حتى لتظن أنه سيسألك إذا ما زالت رجلك تؤلمك. ولا شك في أنه سيدلكها حينئذ.
بالإضافة إلى ذلك، لدينا الطلاب – الموظفون. فهذا موظف في السنة الأولى، رسب أربعا أو ست دورات متتالية. وذاك موظف في السنة الثانية لأنه لا يريد(ون) أن ينجح، وهلمّ جرّا ومجروراً واجتراراً.
أما المستقلون، فتلك بدعة شيطانية. وحيلة قديمة. فأنت إما أحمر وإما أخضر، إما أسود وإما أبيض. وإما أم تطأطئ رأسك لـ"القادة"، وإلا فإن رأسك قد أينع وحان قطافه. ويا ويلك من قاطعي الرؤوس، "شي بروس وشي بلا روس".
الجامعة اللبنانية عشية الانتخابات، قبلها، وبعدها، نكتة تروي حال البلد، طلابا وأساتذة، فقراء و… مفقرين، مراقبين ومراقبين، قادة ومنقادين.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/21/10-11-12-%d8%af%d9%82%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%84/feed/ 0
عندما يصبح العيد هدية https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/14/%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b5%d8%a8%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d9%87%d8%af%d9%8a%d8%a9/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/14/%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b5%d8%a8%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d9%87%d8%af%d9%8a%d8%a9/#respond Thu, 14 Feb 2002 10:29:51 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=296 إنّه 14 شباط. عيد الحب، وبأيّ حال عاد.
في ذاكرتي، يرادف العيد و"الفرقيع" وألواح الشوكولا اللذيذة، ومعركة رابحة مع الكتب المدرسية، وسوى ذلك لا يعنيني. هذا ما عاشته طفولتي وبعض من مراهقتي.
ثمّ بدأت أتعرف إلى العيد أكثر – أو أقل – فصار هناك أعياد "نا" وأعياد "هم"، ولم أجد أعياداً مشتركة وإنما وجدت أنّ االأعياد كلها تؤذن بانتهاء شيء ما.
فالأضحى يؤذن بانتهاء موسم الحج، والميلاد بإنتهاء بسنة ميلادية، والفطر بانتهاء الصوم، وعيد ميلادي احتفال بالتخلص من سنة أخرى.
لكن عيد الحب شيّبني. فهل هو احتفال بانتهاء الحب، أم بانتهاء اللاحب؟ فإن كان الاحتمال الأول، فالحب لم يبدأ. وإن كان الثاني، فـ 14 شباط يمر أكثر من مرة في العمر، واللاحب لا ينتهي.
كان أوّل احتكاك لي بعيد الحب إعلان "علكة" يصوّر شاباً وفتاة يعلكان أفواه بعضهما، فأغراني المشهد بشراء العلكة، ظنّاً من طفولتي أنّ "العالكة" تباع مع "المعلوكة". لكنني دفعت، وأخذت العلكة، وانتظرت، فقال البائع: "رجعتلك الباقي، شو بعد بدك". فخرجت حاملاً علكتي وبخعتي الأولى.
اليوم، وبعد ما تجاوز عدد بخعاتي العشرة آلاف وأكثر، قررت أن أبحث عن الحب، فإما أجده وإما اللاحب.
فتحت الصحيفة، فوجدت دبابة تلاعب فتى اختبأ وراء حجره، أقفلت وتوجهت نحو الشارع، راكباً سيارة أجرة تبخ المازوت كقنينة عطر عملاقة، وتوجهت نحو وسط بيروت، حيث افترضت أنني سأجد الحب في أسواق عتيقة، مليئة بالآثار البعيدة. نظرت أمامي، فرأيت مسجداً يستعد للنهوض وورائي كنيسة تنظر للطريق من أعلى، كأسطورة ارتفعت حتى طاولت السماء.
لا بد، أنّه الحب، قلت في نفسي، فالكنيسة والجامع يتقابلان بعد طول فراق، ذلك دليل على التفاهم الذي هو أساس الحب.
مشيت قليلاً صوب الأسواق، ثم اتجهت شرقاً نحو الحمرا. واجهات المحال مزدانة بالأحمر، كأنّ كل دماء الأرض واعتصمت بذلك الشارع، معلنة الحب على سيلانها. وإلا فلماذا "بليس" الأحمر، هذا الشارع في تلك المدينة في ذلك الوطن الأصفر؟.
رأيت شباناً وشابات يستعدون لفراق مبالغ، صدأت في جيوبهم منذ أشهر، منتظرة البائع ليدلها على الحب، والهدية لترشدها إلى المحبوب.
نظرت إلى أعلى قليلاً، فوجدت إعلاناً يقول: No Smint, No kiss أي أنني إذا لم آكل تلك الـ"بون بون"، فلن تسمح لي صديقتي بتقبيل فمها الكرزي. فخفت ودخلت أول محل واشتريت السلعة و "مش كل يوم عيد" كما يقولون.
أكملت المشي. نظرت إلى محفظتي النحيلة، فلم أجد سوى ورقة صفراء بلون وجهي، بلون الوطن، وبلون الشارع "الأحمر" الممتزج حماره بسواد النيّات.. والمازوت.
قلت في نفسي إنّها لن تقبل Smint فقط، وفمي لم يعد كافياً لجعلها تحبني. فم دون جيب، كخاتم دون إصبع.
ماذا أشتري؟ فالأصفر لا يشتري الأحمر، وصديقتي تريد هدية.
بحثت عن شيء أحمر، بسعر الأصفر، فلم أجد سوى وردة، قال صاحب المحل، أو البائع، إنّ ثمنها ورقة صفراء، أو ورقتان زهريتان، أو عشر زرقاوات. لا فرق. فقلت له إنني بحاجة لزرقاء من أجل اليوم الأسود، لكن آلته الحاسبة لم تفهم، فسلمت أمري لها مستعطفاً بأنني أريد أن أعود إلى أصفري لألامس الفم الأحمر، لا فائدة. أعطيته الورقة، ومشيت، ومشيت، إلى أين؟ لست أدري!
مشيت عشرات الأميال، فالأسود لا ينقل الأصفر بدون أزرق والأصفر لا يملك أزرق، والأحمر لا يرضى بغير الأحمر. إنّها الـ Smintاللعينة، سلبتني آخر أزرق وتركتني في صفارهم، بلا لون.
مشيت من شارع الحمراء نحو الضاحية، وعندما لاح شبح المنزل من بعيد. خفت. فهل سترضى بالأحمر الملوث بالأصفر.
وصلت، فتحت، "ينعاد علينا"، قلت. فنظرت إلى يدي المختبأة وراء جسدي وشدتها بغنج، فوجدت وردة فقط. "وين الكادو تبعي؟" قالت بخفر. فانساب ماء مالح من تجويف فوق خدي إلى حفرة تحت أنفي، ونظرت إلى الوردة. "هي هي؟" سألت، فهززت رأسي، وتخايلت ذنب حمار حدي يهز.
فرماني الأحمر بالأحمر، معلناً انتصار الأسود على جميع الألوان… ورحلت.. ولم تعد سوى في سواد الليل.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/14/%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b5%d8%a8%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d9%87%d8%af%d9%8a%d8%a9/feed/ 0
شاعر الغلابة يدمر الرموز لأنّهم بشر https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/31/%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%84%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d9%8a%d8%af%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%85%d9%88%d8%b2-%d9%84%d8%a3%d9%86%d9%91%d9%87%d9%85-%d8%a8%d8%b4%d8%b1/ https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/31/%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%84%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d9%8a%d8%af%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%85%d9%88%d8%b2-%d9%84%d8%a3%d9%86%d9%91%d9%87%d9%85-%d8%a8%d8%b4%d8%b1/#respond Sun, 30 Dec 2001 22:15:45 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=118 The poet of the defeated and the oppressed, the poet of workers and peasants, Ahmed Fouad Negm, embraced us with his boldness and spontaneity. I reached the presenter of the program "Stay at Home" Zahi Wehbe, to silence and astonishment for several moments, before continuing his questions.
He was upset, astonished, or resentful, and whatever the act we would use, Zahi Wehbe was annoyed by his frankness, and no one would deny that he feared and removed the responsibility for him and for the "Future TV", so the daring poet caught her with all courage, confirming his sincerity.
He asked him if he felt that he had wronged “Abd al-Wahhab” and “Umm Kulthum,” and accused him of publicly destroying symbols. Our recent presenter missed that Ahmed Fouad Negm “came to this world to disagree with him,” and that he paid eighteen years of his life for saying what he did not Less and a tax on illuminating the defects, where he saw them, and whoever committed them.
He missed being a poet, as was Zahi Wehbe himself.
Najm will not say that Muhammad Abdel Wahhab is the musician of generations, nor that Sheikh Imam is an infallible god, nor that Al-Sitt and Nightingale were two of the pillars of change. There were defeats that took place as a result of accumulations and "they used to sell for the people," perhaps, as Najim said, or "they were part of the system," as he also said.
Ahmed Fouad Negm is not cruel, the truth is harsh, and our rejection of the facts is what led us and continues to lead us to our disappointments on all levels. It does not destroy national symbols, because they are neither prophets nor saints, they are human beings, and we have to get used to that our great people, regardless of their ranks, remain human beings who make mistakes and have whims, faults and mistakes , and they may be evil, what is the obstacle or what is wrong with that?
We have to accept that so-and-so is a poet of authority, it is not an insult, it is the truth, al-Mutanabi was a poet of authority and he did not deny that, and the satire poem by Camphor and other poems are witness to that.
The presence of men from the hands and their presence from the tongue, neither were they nor generosity.
To the great poet, neither the Prophet nor the great, Ahmed Fouad Negm, know that you are stirring the stagnant depths of the leadership council of the roofs and “We are with you ruining the lives” and “those who settled for Khawaja, it It is impossible for them to be from us, we need and they are needed. ”

Overseas recruitment agency in Pakistan

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/31/%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%84%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d9%8a%d8%af%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%85%d9%88%d8%b2-%d9%84%d8%a3%d9%86%d9%91%d9%87%d9%85-%d8%a8%d8%b4%d8%b1/feed/ 0