النهار – محمد بركات https://www.mohamadbarakat.com Wed, 11 Sep 2019 14:04:35 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=5.5.15 https://www.mohamadbarakat.com/wp-content/uploads/2019/03/ico.png النهار – محمد بركات https://www.mohamadbarakat.com 32 32 خناقة عالبيدر ولا مصيبة بالحقلة https://www.mohamadbarakat.com/2002/03/03/%d8%ae%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%b9%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%af%d8%b1-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d9%85%d8%b5%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%84%d8%a9/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/03/03/%d8%ae%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%b9%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%af%d8%b1-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d9%85%d8%b5%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%84%d8%a9/#respond Sun, 03 Mar 2002 13:47:01 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=322 الضجة الإعلامية الحالية، من فيديو كليب وزير الداخلية والبلديات، الذي شارك فيه غسان الرحباني، إلى الاستعدادت "لاقتحام سهول الحشيشة والأفيون"، إلى غيرها من التصريحات والتحركات، توحي اقتراب الموعد الذي سيتخلص فيه اللبنانيون من المخدرات نهائياً، في هذا الوطن النهائي!

التحقيق الذي نشرته "النهار" على مدى ثلاث حلقات، موضوع الأولى "الجامعيون والسهر وتعاطي الكحول"، والثانية "الجامعيون وتعاطي المخدرات"، والثالثة والأخيرة، اليوم، "مكافحة المخدرات ومعالجة المدمنين"، يبيّن أن نسبة شاربي الكحول من الجامعييت 48 في المئة و"غالبيتهم ذكور" وأنّ 7700 طالب يتناولون المهدئات باستمرار، وأنّ 2800 طالب يدمنون المخدرات

قد تصيب هذه الأرقام، لكننا نتساءل: هل أنّ اقتحام سهول الحشيشة، التي يقدر مكتب المخدرات الأميركي مساحتها بـ12 في المئة من مساحة لبنان، سينهي مشكلة الإدمان، وبين الجامعيين في شكل خاص؟ ما هي النتائج المترتبة على هذا الاقتحام؟ في النتائج علينا أن نتذكر "ثورة الجياع"، للشيخ صبحي الطفيلي، والتهديد الأساسي الذي شهرته هذه "الثورة" بـ"العودة" إلى زراعة الحشيشة، التي شكلت وما زالت تشكل المورد الأساسي لسكان البقاع، إذ يقدر مكتب مكافحة المخدرات الأميركي عدد المصانع لتوضيب الحشيشة وتكرير الأفيون بخمسة وخمسين.

وعلينا أن نتذكر أيضاً أن سعر الحشيشة سيرتفع، مما سيدفع المدمنين إلى البحث عن أنواع أخرى من المخدرات، أكثر غلاء وأكثر ضرراً، وتالياً إلى البحث عن مصادر أخرى، ستكون المستفيد الأوّل وربما الوحيد!

علينا أن نتخيل كيف سيؤمن هؤلاء المتعاطون والمدمنون الأثمان الباهظة لهذه المخدرات، وخصوصاً إذا علمنا أنّ نسبة العاطلين عن العمل منهم هي 26 في المئة، ونسبة الجامعيين والثانويين تزيد عن 53 في المئة.
سؤال آخر: أين كان الأمن "المستتبّ" يوم زرعت مئات الأطنان من الحشيشة، المضبوطة منها والطليقة؟ وأين هو الأمن، حين يجيب 57 في المئة من المستطلعين بأن الحصول على المخدرات "سهل جداً".
وأين الأمن حين توزّع هذه الأطنان في الجامعات والمدارس؟ (أين أمن الجامعات!) تفهمون مقصدي طبعاً.
في العودة إلى أسباب هذه الإدمان: هل المشكلة في الحقل أم في البيدر؟

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/03/03/%d8%ae%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%b9%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%af%d8%b1-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d9%85%d8%b5%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%84%d8%a9/feed/ 0
أسباب وجيهة https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/24/%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%ac%d9%8a%d9%87%d8%a9/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/24/%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%ac%d9%8a%d9%87%d8%a9/#respond Sun, 24 Feb 2002 13:55:38 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=328 تتحفنا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، بأخبار عجيبة عن القدرات الخارقة لرجال الأمن، الذين يعتقلون سارقاً من هنا، وعصابة من هناك.

فتارة نسمع عن شباب يحششون جهاراً، نهاراً، وطوراً عن سارقين يصطادون النساء من جزادينهن. تؤلمنا بحق أخبار السارقين الذين لا يجدون أحياناً عند الناس ما يُسرق، فيتوجهون إلى أماكن العبادة الطافحة، وهذا "طبيعي"، في زمن القحط.

فهذا سرق صندوق الكنيسة، وذاك سرق الأحذية من أمام الجامع، وآخر نشل أحد المصلين.
كما نسمع عن سارقي السيارات، الذين يعاملون السيارة بحنان إلى أن تدفع الفدية. لكن لا يخافنّ أحد منكم، فبعد أن تتعرضوا للسرقة أثناء تأدية صلوات التضرع أملاً بانفراج الحالة، سيقبض رجال الأمن على السارق وتعاد إليكم مسروقاتكم. اطمئنوا، فبعد أن يُقتل أحدكم، سيحاكم القاتل وقد يوافيكم إلى العالم العلوي أو السفلي.

لكن، إذا سلّمنا جدلاً أنّ مهمة رجال الأمن هي القبض على المجرم وليس منعه من ارتكاب الجريمة، وإذا طنّشنا وقلنا أن السرقة ظاهرة اجتماعية موجودة في جميع الدول في العالم، فلماذا يقتل الأب أبناءه، ولماذا تذبح الأم رضيعها، ولماذا ابن الأربعة عشر ربيعاً يقتل صديقه، وابن السبعة عشر يموت بجرعة زائدة؟

أنا سأقول لماذا: تعرفون، أنّ الشاب اللبناني يتمتع بكل ما يحلم به أي شاب في العالم. فهو يدرس في جامعة محترمة، ويقول ما يريد، أنّا يريد وكيفما يريد. وهو يقبض راتباً خيالياً، يجعله في غنى عن السرقة، ويحكمه سياسيون زاد احترامهم عن الحدّ. لذا، يضجر الشاب اللبناني، فيفكر حينئذ بالسرقة، و"منّو بيتسلّى" ويرى القضبان الحديد التي سمع عنها كثيراً! سأقول لكم أيضاً سبب القتل. فاللبنانيون لم يروا الدم منذ ألوف السنين، لذا، يرغب بعضهم في رؤيته، فيقتل بعضهم بعضاً "عن مزح". أيضاً وأيضاً. سبب اللجوء إلى المخدرات مكشوف. فالمال الوفير الوفير الوفير وانعدام أسباب التفكير يوصلان الشاب اللبناني أو الفتاة أو المرأة أو الرجل، إلى اجتراح طرق مبتكرة في الانفاق.

نكتة جميلة هي حال الشاب اللبناني. ولا لزوم لاختراع النكات بعد الآن، ولا لسردها. يكفي أن تفتح الجريدة، أو تقلب بعض المحطات، لتضحك وتقلب على ظهرك كالصرصار. أو في إمكانك بكل بساطة، أن تتحدث إلى شاب.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/24/%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%ac%d9%8a%d9%87%d8%a9/feed/ 0
بصراحة https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/17/%d8%a8%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%ad%d8%a9/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/17/%d8%a8%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%ad%d8%a9/#respond Sun, 17 Feb 2002 13:51:40 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=325 "إضحك تربح، يا ليل يا عين، يا حلاوة، ليلتكو أنس، يا عمري، يا حبيبي، ميشو شو؟ ماشي، سلامتك، على أونا، على دوّي، مين بيزيد، يا قاتل يا مقتول، ودّع أهلك، بس مات الوطن، عشتوا إنتو وقبرتوه، أنصب فخاً تربح دولاراً، شو بدو يصير؟ أكثر من اللي صار ما بيصير، المليون ناطرك، لا تتأخّر، سيرة وانفتحت توت، مرتي وأنا، وإنتو والحلوين ورقصني يا جدع..". دوامة من الأصوات القبيحة والموضوعات السخيفة والموسيقى الرديئة تبتلع رأسي وتقرقش مشاكلي وهمومي وتذكّرني بلعبة اسمها: "أين الدخيل ولماذا؟"، فأقول في نفسي: أين الشباب، ولماذا؟

لم أجد تعريفاً واضحاً بمعنى الشباب، فهو تارة مرحلة عمرية تبدأ مع انتهاء سن المراهقة وبداية مرحلة الرجولة على مشارف الثلاثينات، وطوراً روح وفكر غير مرتبطين بعمر محدد، وقد لا نجدهما عند عشريني وقد نجدهما عند خمسيني أو حتى مئوي. حاولت ربط البرامج السابق ذكرها بالشباب، فلم أستطع، فتشت، ويا لهول ما وجدت في هذه البرامج: راقصون محترفون، يعلكون ويدخّنون ويسهرون. يلبسون أزياء لا كالأزياء، ويخلقون كلمات لا كالكلمات. يبحثون عن المال بأيّ وسيلة، وإن لم يكن المال فاللذة فقط. الماديات في اختصار، حتى لو اقتضى الأمر تبويس الأيادي والأرجل، واستعطاف المقدّم، واستعطاء المشاهدين، وطأطأة الرؤوس للمخرجين!
بصراحة، خفت كثيراً. أن يكون الشباب قد تبخروا، أو اقتطعوا مع الضريبة على القيمة المضافة.
قالوا لنا: "كلوا بصل وانسوا الي حصل"!
فأكلنا حتى شبعنا و"انفلقنا"، لكننا لم ننسَ.
هناك محاولة إذاً لتغييب الشباب وقولبتهم وزجهم في سجون "الهشك بشك" واتخامهم بوجبات الضحك السريع والربح، الذي هو بعد عمليات حسابية بسيطة، خسارة فادحة، وذلك لإراحة الشباب من "محنة" التفكير والاهتمام بقضاياهم، وتسليمهم إلى جنة الصوت والصورة القبيحين والاسترخاء والاستسلام للواقع ومن يدري؟ المخدرات ربما.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/17/%d8%a8%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%ad%d8%a9/feed/ 0
اسم الدلع https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/09/%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%84%d8%b9/ https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/09/%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%84%d8%b9/#respond Sat, 09 Feb 2002 14:01:38 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=331 الإسم: الضريبة على القيمة المضافة.
اسم الدلع: T.V.A
محل الولادة وتاريخها: بيروت 1/2/2002.
اسم الأم: إفلاس.
اسم الأب: عجز.
الأولاد: فقير، متعوس، مدعوس، مسحوق، ميت.

قرأ أحد الأشخاص هذا الإعلان في طريقه إلى العمل. هذا الشخص مريض، مرضه مزمن وفي رأسه. هو يفكر، مذ ولد يفكر. دعوسوه في المدرسة وكسّروا رأسه، لكنه ظلّ يفكر. أكل ألوف "الفلقات" من أمه وأبيه ومن الجيران، لكنه ظلّ يفكر.

كُتبت سيرته الذاتية في أكثر من جهاز استخباراتي، وطني قومي.

قرأ الإعلان وأعجب بالفكرة. فهو لم يمارس الجنس منذ اليوم االذي أطلّ برأسه من "هونيك مطرح"، مساهماً في مسرحية الكثافة السكانية والبطالة. وقد قرر التوقف عن التفكير بملء إرادته وأن يتخلص من هذه الدنيا فكتب:
يا سلام، أستطيع الآن أن أنام في أمان، إذا كان تراب الوطن يتسع لمن أمضى حياته متفكراً ومفكراً. أستطيع أن أغمضي عينيّ مطمئناً على مصير الوطن والمواطنين.

أنا ولدت هنا، تناهشتني الأفكار العروبوية وبقايا الاشتراكوية، وكدت أميل إلى الفكر الفينيقوي، وأحيانا الفكر الإسلاموي، وفي لحظات ضعف – أو قوة – طاطأت رأسي لزعيم الطائفة طالباً بركته، راجياً رضاه.

ثم لاحظت بعض الشعرات البيض في رأسي، فركضت أدقق في البطاقة الممغنطة التي لا تحمل عار الطائفة، فوجدتني جاوزت الخمسين.

توجهت فوراً نحو بيت أهلي، لأجد أبي ميتاً في حسرته، وأمي ميتة أيضاً بسرطان الرئة، بعد مئات الأطنان من التبغ الكاذب. أخي الكبير هاجر إلى أميركا ليعمل في محطة وقود، وأخي الصغير هرب من تهمة سرقة خاتم. وأعتقد أنّه كان يريد أن يهديه لتلك الفتاة التي يحبها.
وتذكرت أني أحببت فتاة تكبرني بثلاثين يوماً، وتنتظرني منذ ثلاثين عاماً، على شرفة منزلها.
تنتظر أن أتزوجها، بعد أن "أؤمن حالي". لا بد أنّها تخطت سن اليأس، وما عادت قادرة على انجاب من تآمرنا على إحضاره إلى هذا الكوكب بالقوة، وقررنا أن نسمّيه "حنين"، ذكراً كان أم أنثى.

لكني قررت أن أذهب نحو العالم الآخر. سأذهب. لا تنتظروني.
كانت الساعة 8 صباحاً، أيقظتني سعلة أمي. أبي يصرخ في وجه أخي الكبير الذي هدد بترك المنزل، وخرج "طابشاً" الباب في وجه أخي الصغير الذي يبكي ويبحث عن حب وسط هذه المعركة.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2002/02/09/%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%84%d8%b9/feed/ 0
عطالة https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/15/%d8%b9%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a9/ https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/15/%d8%b9%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a9/#respond Sat, 15 Dec 2001 13:38:37 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=319 ما إن تدخل، حتى يستقبلك الدخان، معلناً انتصاره على الأوكسجين. تواطؤ ضمني بين الحاضرين على ملء المكان بسحب التبغ. نراجيل وسجائر وغيرها.
تستطيع أن تستشعر مكان المقهى عن بعد نحو عشرة أمتار. الصوت المندلع يدلّك على المكان.
لم نجد طاولة، الصالة كومبليه. جلسنا أنا وصديقي على كرسيين، وطلبنا شاياً. كان اعتقادنا مسبقاً، أنّ هذه المقاهي لا تضم سوى فئة الشباب بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين. لا أعرف لماذا.

على طاولة نائية، شاهدنا خمسة رجال، أصغرهم يجاور الأربعين من عمره، يلعبون بصمت. بسرعة. يدخنون بشراهة، ويشربون القهوة والشاي. وفي نهاية كل جولة يتبادلون الأموال. الخاسر يدفع.

على مقربة، مراهقون لم تنبت شواربهم بعد، يلعبون ببطء، يصرخون، وأحدهم يدخن سيجارة بعمق، يسحب نفساً، يبلعه، يتريث، ثم ينفث ما سلم من دخان في رئتيه. سألنا أحدهم لماذا هو هنا، أجاب: "بالبيت ممنوعة الأركيلة، وأمي ما بتخلينا نلعب ورق، منلعب هون ومنأركل". سألنا عن عمره، أجاب: 13 سنة.

أما أحمد فيقول إنّه أنهى "خدمة العلم"، ولم يجد عملاً، حتى عامل تنظيفات، لم يستطع أن يكون: "باجي ضيّع وقتي وإتسلّى". ثم ينظر نظرة العليل ويقول: "ما في غير هيك". مازن يعمل في محل للألبسة: "واقف كل النهار، بزهق بالليل باجي لهون، منلعب كل برتّية بألفين". والبرتيّة تعني جولة.

أما نسيم وسمير فهما "طالبا جامعة"، كما يقول الأوّل: "منناضل كل النهار لنلاقي مطرح بكلية العلوم، وبالليل منناضل لنربح هون". أما ليربح ماذا، فلم يذكر نسيم. سمير يقول: "شو في بالبيت؟، ولنروح غير مطرح، ما في فلوس، القهوة رخيصة وكويسة".

"لمة عجبية" إذاً: رجال وطلاب جامعة، ومراهقون وعمّال، وعاطلون عن العمل طبعاً، جمعتهم اللامبالاة ولعب الورق من "أربعمية وأربعتعش وليخة"، ولغتهم المشتركة هي التبغ في جميع أصنافه.

سألنا صاحب أحد هذه المقاهي، الآخذة في الانتشار في الضاحية الجنوبية، عن ثمن الترخيص، فأجاب "حوالي ألف دولار، بس إذا ما صار في شكوى، بيطنشوا، المهم ما يصير مشاكل والصوت يضل مقبول".

ولكن سؤالنا هو: مَن يا ترى، يستفيد من هذا اللهو.. أو الإلهاء؟!

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/15/%d8%b9%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a9/feed/ 0
باطل https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/15/%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%84/ https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/15/%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%84/#respond Sat, 15 Dec 2001 13:12:43 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=316 بعدما تعاطفنا مع جابر مأمون نصار في مسلسل "للعدالة وجوه كثيرة"، وأعجبنا، بما نحن عليه من تقاليد شرقية سلبية، بالحاج متولي في "الحاج متولي وعائلته"، وبعدما خصصنا ساعتين من عمرنا اليومي لهذين البرنامجين، دعونا نتوقف قليلاً عند المغزى.

قد يقول قائل، إن تعدد الزوجات أمر رائج، ومعالجته تهم فئة كبيرة من الناس، وأنا أقول: باطل!
قد يقول آخر، إنّ جابر هو رمز الرأسمالي الذي بنى تجارته "بعرق جبينه"، وذلك أمر نادر. وأنا أقول: باطل!
لم أرَ في حياتي القصيرة، ولم أسمع بأحد تعددت زوجاته، سوى بشكل خبر فضائحي. وما سمعت بتاجر يعرق ويصبح فاحش الثراء.

الأنكى، أنّ إحدى المحطات التلفزيونية، تسأل: هل أنت مع مفهوم الحاج متولي في بناء عائلته؟ كأنّ موضوع الساعة أصبح متولي ونساءه! لا أحد يأتي على ذكر البطالة، ولو في سبيل المجاراة. لأحد يذكر، حفظاً لماء الوجه، فلسطين. لا أحد يطرطش ولو "طرطوشة"، أو تلميحة، عن الأزمة الاقتصادية التي نعيشها في هذه المنطقة!
زمن آخر نعيشه بعد الإفطار، كقصص "ألف ليلة وليلة". يدغدغ هؤلاء الأبطال مخيلاتنا المتصحرة إلا منهم. المال موجود، والنساء "زيّ الرز"، والمشكلة الوحيدة هي: كيف تتحايل عليهن؟
انفصال مخيف عن الواقع والأزمات اليومية التي نعيشها. وتصل كارثتنا إلى درجة أننا "نسطّل" أمام الشاشات، من دون أن نسأل: ما الموضوع الاجتماعي الذي يعالجه هذان المسلسلان، هل يتصل بنا، ولو من بعيد؟

كلا، المشكلة أننا تعوّدنا ما نحن فيه، فأصبحنا كمدمني الكحول، نمارس طقوس الشرب من ينابيع التلفزيون يومياً، ونتجشأ أحاديث يومية تزيد من خدرنا.

ربما يقول آخرون، إنّ هذين المسلسلين يعرضان بالتزامن مع مشروع سياسي دولي، وبالتحديد، مع مشروع اقتصادي – اجتماعي، وسياسي، داخلي، على مرأى من عيوننا، من دون أن نبصر. وأنا أقول باطل.

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/15/%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%84/feed/ 0
ماذا بعد؟ https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/08/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a8%d8%b9%d8%af%d8%9f/ https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/08/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a8%d8%b9%d8%af%d8%9f/#respond Sat, 08 Dec 2001 19:29:27 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=112 ماذا بعد تضخيم قيم الربح والخسارة: الأول والثاني والثالث، وتهميش الضعيف، واستعباد القوي، والتآمر على المتفوق، والاقتصاص من "العاصي"؟
ألوف الأطفال والمراهقين، ألوف الشباب والمسنين، يشاهدون هذه البرامج التلفزيونية يومياً.

نبيع كرامتنا، ونضع تحت السجادة كل القيم والشيم التي اكتسبناها، لقاء حفنة من الدولارات. ألسنا في زمن الدولار؟! وللمزيد: أدخلوني أنا المشاهد "المعتر" في اللعبة.
أنا متأكد، أن أبي، يوم اشترى جهاز t.v بالتقسيط "المريح"، لم يكن يعلم أنّه سيضطر إلى الاقتراض لتسديد فاتورة هاتفه، في يوم من الأيام! بعدما سلّمته عيني وأذني ومخّي، تسلّم جيوبنا، من دون سؤال، كما علمتنا مدرسة "التربية الوطنية". فقد أدخلتنا هذه البرامج في اللعبة من أوسع أبوابها. أصبح المشاهد هو الشعرة، التي في إمكانها أن تقصم ظهر البعير (بالإذن من الأخوة المشتركين).

ففي برنامج "مين بيزيد"، يدخل المنطق التجاري – السلعي – الاستهلاكي في صلب حياتنا اليومية. إذا كنت تعرف الجواب، اتصل، بع معلومتك واقبض "كاش" بالدولار و"قرّب عالطيب" أما في برنامج "الفخ" فقد تصل نسبة المشاهدين في اللعبة إلى ما يفوق أضخم النسب.

وأنا.. من أنا؟ أنا الذي شحطه أحد مقدمي هذه البرامج لأنّ السرعة خذلته، والذي أوقعه مقدم برنامج آخر في الفخ، لأنّه لم يستطع أن يستدر عطف الجمهور (من يوم يومي حمار.. قال عزّة نفسي قال).

وأنا الذي غادرت ريتا بلا ولا شيء (ترى ما الفرق بين "بحبّك بلا ولا شيء" لزياد الرحباني و "بلا ولاشي" لريتا)؟ أصبحنا مهووسي اتصالات، كمن يدير حملة انتخابية على الهاتف. أنا ذلك الذي حلم يوماً بـ"بنت الجيران"، فمزق التلفاز عيوني من السهر، وخزّق جيوب أبي وجيوبي، وأصاب وقتي بمرض فقدان المناعة!

لذا قررت أن امتنع عن أكل برامج "الربح"!! والتركيز على كتب "هل تعلم" و"صدق أو لا تصدق"، وقررت، بالاتفاق مع أبي، أن أبيع كتب طه حسين وتوفيق الحكيم وتوفيق يوسف عواد وجبران خليل جبران، لنسدد فاتورة الهاتف:
وبالإذن من ابرهيم طوقان:
"يا من يريد الانتحار وجدتَهُ"
إنّ "المشاهد لن يدوم طويلاً".

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2001/12/08/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a8%d8%b9%d8%af%d8%9f/feed/ 0
شو ناقصك؟ https://www.mohamadbarakat.com/2001/11/22/%d8%b4%d9%88-%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%b5%d9%83%d8%9f/ https://www.mohamadbarakat.com/2001/11/22/%d8%b4%d9%88-%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%b5%d9%83%d8%9f/#respond Thu, 22 Nov 2001 19:48:02 +0000 http://www.mohamadbarakat.com/?p=115 كانوا يسألونني دائماً: "شو ناقصك؟". فالمدرسة صنفتني كسولاً، أو مشاغباً. "شو قصتك؟"، تقول لي حكايات جدتي، عن "بساط الريح"، وتقول لي القصائد المجبولة بتاريخ عشاق لن يموتوا.
سأقول "شو ناقصني".
أنا، طفلاً، فرضت عليّ لغة أولى، ثم لغة ثانية، ثم لغة ثالثة.
أنا، مراهقاً، طردت من مدرستي، لأني لم أقبل صفعة من مدرّس التربية الوطنية، وطردتُ من نفسي لأني قبلتُ صديقتي، في غفلة من الناس.
وبعد، أنا، شاباً خيرّني الزعيم، "إما هنا وإما هنا"، وحيّرتني أميركا: "إما معنا وإما ضدنا"، وحيّرتني الكتب: "إما تسكت وإما الموت".
أنا إنسان لم يجد إنسانية، و"ابن آدم" لم يجد "أوادم"، وعاشق لم يلتقِ بعشاق.

أنا تاجر فاشل، يبيع كتبه المدرسية كل سنة بربع سعرها.
وأنا مطرب، ملّ من صوته كرسي الحمام.

ضمن "قرطة عالم مقسومين"، سأقول "شو ناقصني؟".

أنا جيل فُرض عليه دين، ودين فرضت عليه قضية. أنا مناضل تنقصه قضية. أنا قضية ينقصها قاضٍ، وأنا قضاء ينقصه قدر. أنا فحولة تنقصها أنوثة. أنا رجل بلا أنوثة. أنا طفل بلا رجولة، ورجولة تنقصها طفولة.
في اختصار، أنا ينقصني وطن!

]]>
https://www.mohamadbarakat.com/2001/11/22/%d8%b4%d9%88-%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%b5%d9%83%d8%9f/feed/ 0